في مثل هذا اليوم من عام 1967.. وفاة المشير عامر
في مثل هذا اليوم 14 سبتمبر 1967 أعلن عن وفاة المشير عبد الحكيم عامر بتناول السم، وذلك بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله بالجيزة لاتهامه بالتسبب في وقوع نكسة 67 وهزيمة الجيش المصرى بالاستهتار وعدم المسئولية..
وقد تضاربت الأقوال والحكايات عن كيفية موت المشير عبد الحكيم عامر، فهناك روايات تؤكد أنه تخلص من حياته، وأخرى تؤكد قتله على يد عبد الناصر، ومنهم أيضا من يتهم محمد حسنين هيكل بقتله.
رواية أمين هويدي
وكما حكى أمين هويدي وزير الحربية ورئيس المخابرات في شهادته بعد ذلك، وقال: كان عامر قد جمع حوله مجموعة من الموالين له والمتعاونين معه، حيث كان عامر متزوجا من الممثلة برلنتي عبد الحميد، وعلى شفيق من مها صبرى، وعبد المنعم أبو زيد من الراقصة سهير فخرى أيضًا.. فانتقل بجميع أسلحته وأفراده إلى منزله الجديد بالجيزة، ووضع خطة هو ومعاونوه لقلب نظام الحكم في 27 أغسطس 67 للاستيلاء على القيادة العامة للقوات المسلحة، وتأمين وصوله إلى منطقة القناة واتخاذها مقرًا له يعلن من خلالها مطالبه إلى رئيس الجمهورية.. إلا أنه في 25 أغسطس تحددت إقامة المشير قبل الانقلاب بـ 48 ساعة بمعاونة أنور السادات وزكريا محيي الدين وسامى شرف وشعراوي جمعة ومحمد فوزى الذي أعطيته التعليمات بصفتي وزير الحربية تنفيذ الجانب العسكري دون إطلاق النيران، وحتى لا يفطن أحد إلى العملية أسميناها "العملية جونسون" وكان نتيجتها تحديد إقامة عامر، وخروج صلاح نصر من المخابرات والقبض عليه وتعييني قائدا للمخابرات العامة.
احتسى الأكونتين
وأضاف أنه فى يوم 14 سبتمبر أبلغت الفريق فوزى بقرار الرئيس عبد الناصر نقل عامر من منزله إلى استراحة بالمريوطية على أن يقيم فيها منفردًا تمهيدا للتحقيق معه فيما نسب إليه، عندما ذهبت إليه أنا وفوزى لتنفيذ القرار رفض، وغافل الحاضرين وتناول مادة الأكونتين السامة ممزوجة بمخدر الأفيون، وعندما أدرك الفريق عبد المنعم رياض الذي كان موجودا أنها مادة سامة اقترح نقله إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، وبالفعل نقل، وتم إسعافه وأعيد بعدها إلى استراحة المريوطية.
وقال عبد اللطيف بغدادى، عضو مجلس قيادة الثورة: في تقديرى أنه انتحر فقد كان الطفل المدلل لعبد الناصر ولذلك فقد اعتبر أن تحديد إقامته إهانة كبيرة له، فلم يكن يتوقع أو يتصور أن يحدث له ذلك فهو لا يستطيع أن يعيش مرحلة ثانية مختلفة فلم يجد مفرا من التصرف في حياته وقيل أنه تناول كوب عصير من الجوافة وهو في السرير ثم ذهب إلى الحمام وعندما عاد كان قد مات وقد أقر وكيل النيابة في الحادث أن عبد الحكيم تناول كبسولات سيانور البوتاسيوم التي إذ وضعها الإنسان في فمه تنتهى حياته فورًا، وكان عبد الحكيم يخفيها بلصقها أعلى الفخد، والأهم من ذلك أن طبيعة شخصية عبد الناصر لا تجعله يقتل عامر صديقه الصدوق، فلم يقم إلا بتحديد إقامته.
وفى السادسة مساء نفس اليوم أعلن عن وفاة المشير ووجدوا أسفل جدار بطنه قطعة من الورق اللاصق تخفى شريطًا معدنيًا يحتوى على مسحوق الأكونتين السامة، وقرر النائب العام محمد عبد السلام أن المشير عبد الحكيم عامر قد انتحر بنفسه.
بيان الانتحار
وبتكليف من رئاسة الجمهورية أعد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بيان وفاة المشير عبد الحكيم عامر، وأُذيع البيان من إذاعة صوت العرب في التاسعة مساء يوم 15 سبتمبر، ونشر في صحف اليوم التالى، وجاء فيه:
"وقع أمس حادث يدعو إلى الأسف والألم، إذ أقدم المشير عبد الحكيم عامر على الانتحار بابتلاع كمية من مواد مخدرة وسامة.. ورغم كل الإسعافات الطبية والعاجلة فإنه أصيب بانهيار مفاجئ نتج عنه وفاته، وقد اصطحبه الفريق أول محمد فوزى إلى مستشفى المعادى، وأشرف مديره اللواء طبيب عبد الحميد مرتجى على عملية الإسعاف الطبية إلى جانب كبير الجراحين بمستشفى القوات المسلحة والطبيب العميد عبد المنعم القللى، ورئيس معامل مستشفى المعادى المقدم طبيب محمد عبد المنعم عثمان والرائد طبيب ثروت الجرف وطبيب الاستقبال الرائد حسن أحمد فتحى والرائد أحمد عبد الكريم أخصائي البنج.
قدمت أسرة المشير بلاغا عن طريق محاميها المستشار عماد فصيح يتهم فيه محمد حسنين هيكل بالاشتراك مع آخرين في قتل وإخفاء معالم جريمة قتل المشير عامر.