في ذكرى رحيله.. خيرى شلبى الوتد الذي انتصر للمهمشين
هو شيخ الحكائين، وأشهر من عبر عن المهمشين والبسطاء في كتاباته فسمى أديب المهمشين، ارتبطت حياته الإبداعية بمجلة الإذاعة والتليفزيون على مدى أربعين عاما قدم خلالها مقالاته وقصصه،هو أديب الحوارى والنجوع خيرى شلبى الذى رحل في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 2011.
ولد خيرى شلبى عام 1938 من محافظة كفر الشيخ، عرف طريق الأدب من قراءته للتاريخ وكانت لمقهى المسيرى فى قريته ومعلمها اكبر فضل عليه.
ويحكى الأديب خيرى شلبى عن بداياته فيقول:" أثناء الدراسة الابتدائية تعرفت على جمعية أدباء دمنهور التي كان يرأسها القهوجى المثقف عبد المعطى المسيرى وكانت تضم كثيرا من المرموقين أمين يوسف غراب، فتحى سعيد، أحمد عبد المعطى حجازى، رجب البنا وغيرهم، ومنها اطلعت على كل إنتاج أدبى لأبناء البحيرة المشهورين ففهمت معنى الأدب في مقهى المسيري".
عمال التراحيل
وأضاف:"انضممت إلى عمال التراحيل، وعشت بينهم وتأثرت بهم، وكنت (النفر) الوحيد الذي يحمل الكتب والأقلام والكراريس، وهو ما صورته في روايتي السنيورة والأوباش، وعن طريقهم تشربت الفولكلور المصري".
عشة الفراخ وزهرة الغسيل
وتابع: "التحقت بمعهد المعلمين فى دمنهور وكنت بدأت كتابة الشعر وكلها عن أشعار السيرة الشعبية التى تربيت على الاستماع إليها فى بيتى، وكنت استأجر كتب الأرصفة مقابل قرش تعريفة ثم أعيدها مرة أخرى.. فصلت من معهد المعلمين بسبب كثرة غيابى، وكان السبب فى غيابى انى كنت أفقر مجموعة المعهد، وكنا فى نظر أبناء المدينة الحفاة العراة فكرهت الدراسة وتركت المعهد في السنة النهائية، وذهبت الى الاسكندرية وغيرت مجرى تعليمى واتجهت الى الثانوية العامة من منازلهم وسكنت فى حجرة فوق السطوح كانت عشة فراخ من قبل، وكنت ابيع زهرة الغسيل واقتات من إيرادها وبدأت أثقف نفسى ذاتيا".
أغانى الافراح
واستطرد:"كتبت في البداية أكثر من 300 أغنية تغنى فى الأفراح وتعلمت العزف على الرق ثم كان مشوار الصحافة والكتابة، التحقت بجريدة الجمهورية تحت التمرين، ثم غادرتها إلى مجلة المسرح مع الدكتور رشاد رشدى، وخلال ذلك كنت قد أصبحت شيئا في كتابة القصة والمقال التي بدأت نشرها في مجلة الإذاعة منذ تولاها رجاء العزبى ".
من اشهر الأعمال التي قدمت عن قصص خيري شلبي كان فيلم " الشطار"، "سارق الفرح " وعرضا في التسعينات ، والمسلسل التليفزيونى " الوتد " وشخصية فاطمة تعلبة التي قدمتها هدى سلطان، "وكالة عطية " 2009 ، ومن أهم إبداعات خيري شلبي التي دونها في المقابر التي عشق ارتيادها كانت "نسف الأدمغة" و"بطن البقرة"، و"ثلاثية الأمالي"، و"منامات عم أحمد السماك".
في واحدة من أكثر آرائه واعترافاته إثارة للجدل، أكد خيري شلبي أنه يتعاطى مخدر الحشيش حيث وصف جلسات التعاطي تلك قائلا: "جلسات الحشيش تشبه جلسات الذكر من حيث الانسجام والتوّحد، وتذيب الفوارق الطبقية والإنسانية بين البشر، وكأنها توحد بينهم".
وكتب خيري شلبي عن مخدر الحشيش في روايات عدة مثل "وكالة عطية"، "موال للبيات والنوم"، و"نسف الأدمغة"، لكنه في روايته الشهيرة "صالح هيصة" حكى عن "غُرز شرب الحشيش"، ورصد ما يقرب من 60 غرزة في شارع واحد فقط.