“أبطال الحماية المدنية.. الجندي المجهول في الكوارث”.. استشهاد أمين شرطة أثناء إخماد حريق بالدقهلية.. و14 شهيدا في حادث مدينة نصر 2004
بين ألسنة اللهب، أو تحت جُدران متهالكة، يعزف رجال الحماية المدنية سيمفونيات بطولية تتعلم منها الأجيال.. الجميع يهرب من مخاطر الموت المحقق في الحرائق أو تساقط العقارات أو غيرها من الكوارث، بينما هم يندفعون بكل قوة لإنقاذ الأرواح أو إخماد الحرائق، فيدفعون حياتهم ثمنًا لأدائهم الواجب الوطني المقدس.
واستشهد أمين شرطة من قوة إدارة الحماية المدنية بالدقهلية، مساء أمس، وأُصيب اثنان آخران أثناء أدائهما الواجب الوطني فى إخماد حريق نشب بمخزن مواد غذائية.
تمكنت إدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الدقهلية من السيطرة على حريق نشب بمخزن "غير مرخص" للمواد الغذائية كائن بدائرة مركز شرطة طلخا وإخماده ومنع امتداده للمساكن المجاورة.
وأسفر ذلك عن استشهاد أمين الشرطة أحمد عبد العزيز سليم عبد الله، وإصابة فردين من قوة إدارة الحماية المدنية بالدقهلية، وذلك خلال أداء واجبهم أثناء مشاركتهم فى السيطرة على الحريق.
وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.
في التقرير التالي ترصد “فيتو” أبرز التضحيات التي راح ضحيتها رجال “الحماية المدنية”.
14 شهيدًا
في السادس والعشرين من يناير عام 2004، تلقت غرفة العمليات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، بلاغًا بنشوب حريق في العقار رقم 35 بشارع عباس العقاد في مدينة نصر، فوجهت الإدارة عددًا قوة من رجالها وسيارات إطفاء للسيطرة عليه.
وانطلق رجال الحماية المدنية نحو الحريق، وعند الوصول، كان الهدف الأول هو قاطني العقار والعقارات المجاورة، إلا أن مصيرًا آخر كان ينتظر رجال الإنقاذ.. فالمواطنون يقطنون 27 وحدة سكنية كانوا بين ألسنة اللهب التي اندلعت من سوق الوحدة الذي كان يُباع به منتجات بلاستيكية، وطالت عقارهم.. دخل عدد كبير من رجال الدفاع المدني والإطفاء لإنقاذ السكان، وتمكنوا من إنقاذ بعضهم، وفي تلك الأثناء، انهار العقار بالكامل على من تبقى من السكان، ورجال الإطفاء، ليشهد مجزرة كبيرة، من بينها استشهاد 14 شخصًا من أبطال الحماية المدنية.
حادث مدينة السلام
عاد يوم السادس والعشرين من يناير ليضرب من جديد.. ففي عام 2011، بينما انشغلت وسائل الإعلام بمتابعة المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ـ آنذاك ـ كانت هناك ملحمة بطولية أخرى، وأرواح تساقطت أثناء حماية أرواح المواطنين.
نشب حريق في عقار في منطقة الحرفيين بمدينة السلام في القاهرة، وكان رجال الحماية المدنية يُسابقون الزمن لإخماده وإنقاذ الأرواح، إلا أن شدة النيران وسخونة الجدران المتهالكة، لم تتحمل المياه الكثيفة التي اُستخدمت في عملية الإطفاء، فانهار العقار فوق 7 من رجال الحماية المدنية، ليتم استخراجهم جثثًا هامدة فيما بعد، وتُسجل أسماؤهم في لوحة كبيرة خُصصت لشهداء الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة.
وكان شهداء حادث الحرفيين: عقيد علاء الحريبي، عقيد سند القاضي، أمين شرطة أحمد عبد الحميد، مساعد شرطة عبد الحكيم عبد الوهاب، عريف أحمد الصاوي، عريف أشرف شعبان، جندي درجة ثانية حسين علي عبد الله.