طالب بعدم إغراق مرضى السكر في الوهم.. أستاذ هارفارد يكشف حقيقة العلاج بأقراص الأنسولين
علق الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، على مستقبل العلاج بالأنسولين عن طريق الحقن أو الاستنشاق والأقراص، بعد تداول بعض الأنباء عن توصل باحثين بريطانيين إلى نوع من الأنسولين يعطى في صورة حبوب، معتبرًا ذلك إغراقا للمرضى في بحر الوهم، مؤكدًا أن الأبحاث لا تزال تجرى على هذا الإنسولين في حيوانات التجارب في جامعة كولومبيا.
حقيقة تناول أقراص الأنسولين
وكشف الدكتور أسامة حمدي عن الحقيقة العلمية للأنسولين، مؤكدًا أنه هرمون بروتيني تهضمه فورًا إنزيمات المعدة إذا تم تناوله عن طريق الفم في صورة حبوب؛ وأوضح أنه يجب إعطاؤه عن طريق الحقن لمرضى النوع الأول من السكر، كما يستخدم في علاج بعض حالات النوع الثاني من السكر.
وكتب الدكتور أسامة حمدي تدوينة على الفيس بوك عن "مستقبل العلاج بالأنسولين عن طريق الحقن أو الاستنشاق والأقراص.. بين الوهم والحقيقة".
علاج الأنسولين بالفم والحقن
وقال "حضر سفير إحدى الدول الإفريقية إلى مستشفى إحدى الجامعات الإقليمية في ثمانينيات القرن الماضي ليعالج بالإنسولين عبر التنقيط في الأنف، الذي أعلن عنه أحد الباحثين آنذاك. بالطبع كانت فضيحة، فلا الإنسولين يمكن امتصاصه من تجويف الأنف، ولا هذا الباحث نجحت أبحاثه أصلًا في ذلك، ولكنه أراد أن يعلِّق المرضى بوهم خادع".
وعلق الدكتور أسامة على ابتكار أقراص أنسولين تؤخذ بالفم فقال: "نشرت... منذ أيام خبرًا عن توصل باحثين بريطانيين إلى نوع من الأنسولين يعطى في صورة حبوب، وواقع الأمر أن الأبحاث ما زالت تجرى على هذا الإنسولين في حيوانات التجارب في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا (وليسوا باحثين بريطانيين)."
وتابع الدكتور أسامة قائلًا: "والأنسولين الذي اختبروه يمتص عن طريق تجويف الفم بين اللثة والخد، وليس للبلع. وبالطبع، ما زال أمام هذا الإنسولين عقبات كثيرة، أولاها إجراء الأبحاث على الإنسان في مراحله الثلاث ونجاحها، ثانيها، وهو الأهم، كيف يمكننا ضبط جرعات الإنسولين بدقة؟ لذا وجب التنبيه حتى لا نُغرق مرضانا في بحر الوهم فللأسف لايوجد مُدقق طبي لمعظم الجرائد المصرية التي تجري وراء العناوين البراقة دون البحث في دقة المحتوى."
حقيقة الأنسولين
وقال "الحقيقة العلمية أن الأنسولين هرمون بروتيني تهضمه فورًا إنزيمات المعدة إذا تم تناوله عن طريق الفم في صورة حبوب؛ لذا يجب إعطاؤه عن طريق الحقن لمرضى النوع الأول من السكر الذين لا يستطيعون الحياة بدونه، كما يستخدم في علاج بعض حالات النوع الثاني من السكر، وخاصة المتقدمة منه."
وعن توقعات تعاطي الأنسولين قال: "إذن، ما التوقعات الحقيقية لكيفية تعاطي الإنسولين؟ في الوقت الحالي يوجد إنسولين قصير المفعول يعطى عن طريق الاستنشاق، وهو متوافر في الولايات المتحدة تحت اسم أفريزا Afrezza، ويستلزم إجراء اختبار للتنفس قبل استخدامه، كما أن جرعاته ليست بالدقة التى يحققها الحقن؛ لذا فإنه يناسب فقط بعض المرضى الذين لا يصلح لهم الحقن، كالذين يعانون الخوف الشديد من الحقن، أو عدم امتصاص الإنسولين من تحت الجلد."
وقال الدكتور أسامة: "كما تجري شركة نوفو نورديسك الدنماركية Novo-Nordesk وشركة ليلي الأمريكية Lilly أبحاثًا على إنسولين طويل المفعول يحقن مرة واحدة أسبوعيًّا بدلًا من كل يوم. ولقد تمت أبحاث المرحلتين الأولى والثانية بنجاح، وبدأت أبحاث المرحلة الثالثة والأخيرة، التي إذا نجحت سيتوافر هذا الإنسولين في غضون سنتين من الآن."
وأضاف "وهناك الآن وسائل مختلفة لحقن الإنسولين القصير المفعول بدون أقلام وسرنجات الحقن المعتادة؛ فمثلًا توجد أجهزة تعبأ بالإنسولين وتلصق على الجلد، ومن خلال إبرة دقيقة مثبتة تحت الجلد يمكن إعطاء الإنسولين بواقع وحدتين منه مع كل ضغطة. وهذه الأجهزة مختلفة عن مضخة الإنسولين التقليدية والإلكترونية، فهى لا تستخدم بطارية أو دوائر إلكترونية لكي يتم الحقن."
واختتم أسامة حديثه عن الأنسولين ومرضى السكر قائلًا: "حاولت هنا أن أشرح- بإيجاز شديد- الوضع الحالي والمستقبلي لتناول الأنسولين، وكلنا أمل في المستقبل أن يصبح العلاج بالأنسولين أسهل وأسرع مما هو عليه الآن.".