داعيات الفتنة الزوجية
بينما يتابع العالم في قلق وأرق حرب الغاز في أوروبا، قبل الانفجار الكبير المتوقع بين الشرق والغرب، يحرق الدنيا، يعيش المصريون منذ أشهر بعيدة وحتى اليوم، في قلق وأرق أيضا حربا داخلية من نوع مختلف ومثير وهي حرب معلنة، يستخدم فيها الدين سلاحا مشهرا، من غير أصحاب العلم بالدين، ويخوض فيه الغاوون خوضا بغية إشاعة ثقافة الفوضى وما يقترن بها من أسلاب وغنائم وسبايا وحصة لكل رجل.. وليس غريبا أن نقول حصة لكل أنثى!
هناك حملة ممنهجة منظمة ومنسقة ضد البيت المصرى. البيت المصري يعني العائلة، والعائلة تعنى الزوج والزوجة والأولاد يعنى أب وأم والخلفة من العيال. لقرون من الزمان يعرف الرجل مسئولياته وتعرف الأم مسؤولياتها. في تناغم ممكن. في تناقض ممكن. فى تخاذل من الرجل يحدث، في إهمال من الأم احتمال وارد، لكن القاعدة الأساسية أن الكل حريص على تماسك البيت لا تخريبه، بل أن أزواجا وزوجات يعيشون الطلاق الصامت، يتشاركون كل شيء الإ الاقتراب، حفاظا على الجدران الأربعة وما تضمه من الأولاد والذكريات والعشرة. البيت المصري في الوجدان المصرى هو الوطن في صورته الصغيرة.
تحريض على الأزواج
منذ شهور ظهرت عصبة من النسوة يحرضن الزوجات على الأزواج، ويدعين الأم ألا ترضع، والزوجة ألا تطبخ أو تنظف، أو أو أو.. هي فقط للفراش! جعلن الزوجة تتساوى بالمأجورة مقابل المال. خرابات البيوت أولئك معظمهن مطلقات، جربن التحرر من العلاقة المقدسة واعتبرنها عبودية وشغل خدامات. تمردي علي زوجك، كوني قوية، لا تطيعيه، لا تطبخي، لا ترضعي، لا تذهبي لفراشه إلا إذا..
دخلن إلى الحرم الزوجي، فكشفن عن عورات عقلية، وانهيار أخلاقى، ورغبة شرسة في تحويل الجموع النقية الطاهرة من سيداتنا وزوجاتنا إلى متمردات عاصيات، لا هن سكن ولا هن رحمة ولا هن مودة، بل مقايضة!
الأعجب حقا تجرؤهن على الدين واستباحة الأحاديث وتأويل الآيات، لإشعال نيران الفتنة في البيوت، وحرق أواصر الود والعشرة. كانت أمى رحمها الله تصحو من الفجرية تعرف واجباتها كأم وكزوجة، وكذلك زوجتى وأخواتي البنات، وكان أبى رحمه الله يتعب ويعرق ويسهر ويكافح لتعليمنا، وكانت البطولة للام المصرية العظيمة التي تدبر شئون بيتها وفق ميزانية محدودة. من أجل ذلك نقدس الأم ونقبل قدميها وننحني للأب ونقبل كفيه، لأنهما معا حافظا على البيت، على العيلة، رغم التعب والمرارات والخناقات. ما نوع المرأة التي تتمرد علي زوجها وتناطحه وتنطحه وتفضحه وتعايره، فيضطر إلى تطليقها، ويخرب البيت، ويتشرد العيال؟
مثل هذه الجامحة ستتزوج وستتمرد وستطلق، ومثل هذه الجامحة ستظل هدفا لكل جامح مثلها. تحريض المرأة المصرية على عيشتها، واعتبار الرجل عدوا لا شريك حياة ومسئولية، هو كارثة تتدحرج في صمت لكن بإصرار، وعلينا مواجهتها بسرعة ووقف تيار الجامحات على منصات السوشيال ميديا، تيار الجامحات هن لسن بالضرورة ذكوريات، بل هن بما يقترفن وينادين به عبدة لشياطين الهدم وإسقاط البيوت وتفتيت الأسرة.. ونواصل.