فريد زهران: الحكومات المتعاقبة فشلت في التعامل مع أزمة الزيادة السكانية
قال المهندس فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى إن مشكلة الزيادة السكانية فى مصر و الأنظمة والحكومات المتعاقبة فشلت في مواجهة المشكلة لأنها تعاملت معها دون الإطار الصحيح والمناسب
استراتيجية متكاملة للتنمية
وأضاف أنة يجب وضع استراتيجية متكاملة للتنمية وبدونها لن يكون مواجهة الزيادة السكانية أمر سهل لأن زيادة الإنجاب بمعدلات كبيرة أمر لا يتعلق بوعي شخصى أو بوعى الأسرة فقط ولا يتعلق ايضا بمدى الحاح هذه الأسرة او الشخص وإنما الأمر يتعلق ببذل مجهود كبير فى تنمية المجتمعات السكانية المكتظة وخاصة الريفية وشبه الريفية وكذا التوسع فى التعليم الجيد التى يمكن ان يحقق السلم الاجتماعى
الأطفال مصدر دخل للأسرة
وأكد في تصريح لفيتو إن إنجاب المزيد من الاولاد فى الريف والمجتمعات شبة الريفية تعني لدى البعض دخل إضافي للاسرة دون اعباء حيث لا اهمية لتعليم الاولاد ولا توجد وسيلة لتعليمهم اصلا ولا وظائف يمكن أن يتقلدوها بعد التعليم وبالتالي الخيار الأول والسهل أمام هذه الأسر هو إنجاب الاطفال للالتحاق بسوق العمل فى سن مبكر لكي يحصلوا على بضعة جنيهات تساعد فى مواجهة اعباء الاسرة الاقتصادية حيث لم يعد التعليم الجيد غير متاح واصبح التسرب من التعليم قاعدة ومن سمى لم يعد وسيلة للترقي الاجتماعي فهو لا يمكن الطالب من قدرات تؤهله لسوق العمل فاذا اضفنا الى ذلك ان سوق العمل نفسه تأكل لحد كبير فى الريف والمدن الصغيرة بسبب انحصار التصنيع فى المدن الكبرى كل ذلك يجعلنا ندرك أن الحل الوحيد الذي يبدو جذاب ومتاح وممكن امام الاسر الفقيرة فى الريف والمدن الصغيرة هو المزيد من الانجاب لالحاق أولادهم بسوق العمل بسن صغير وهذه كارثتها أكبر
الموروث الثقافى
وتابع أن فشل الحكومة فى علاج المشكلة على مدى الحكومات المتعاقبة له اسباب ثقافية وربما دينية ايضا لكثرة الإنجاب حيث يعزز الموروث الثقافي من أفكار العزوة والعصبة والعائلة كأحد أسباب القوى الاجتماعية كما يرى البعض أن تحديد أو تنظيم النسل هو نوع من المعارضة او المخالفة لارادة الله ولكن انا اعتقد ان الاسباب الاقتصادية والاجتماعية حاسمة لان كل المؤشرات تؤكد ان متوسط الزيادة السكانية في الريف اعلى من المدن وفي المدن الصغيرة أعلى من المدن الكبيرة الصناعية كما تؤكد المؤشرات أن معدلات الزيادة السكانية فى البطاقات الاكثر فقرا اعلى بكثير من الشرائح الوسطى والعليا وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الأسباب الاجتماعية والاقتصادية حاسمة وأن مواجهة الموروث الخاطئ بالدين من الأمور الهامة ولكنها ليست الحاسمة ولن تؤدي الى نتائج ما لم يتم الارتقاء بمستوى التعليم العالى لكى يصبح وسيلة للترقى الاجتماعي وما لم تكن هناك جهود تنموية حقيقية توفر مزيد من فرص العمل لمن أعطاه البعض بعض القدرات والمهارات