رئيس التحرير
عصام كامل

أشهرهم "البدوى" و"نور الصباح".. طنطا مدينة عشقها أولياء الله الصالحين.. ورسموا أضرحتها رمزا لها

مسجد السيد البدوى
مسجد السيد البدوى بطنطا

بالطبع لم يشهد من يعيشون على أرض المحروسة الآن مهما اختلفت أعمارهم جنازات "المشاهير" من أولياء الله الصالحين الذين عشقوا مصر وأهلها وسمت فيها أرواحهم وعاشوا بين الناس بذكراهم العطرة، فلم تتقدم فنون التصوير وقتها لتنقل لنا ما كان يحدث وقتئذ إلا أن الفرصة مازالت سانحة لمشاهدتها في "يوم معلوم" لأهالي مدينة طنطا وضيوفهم.

مدن محافظة الغربية تحتضن عددا كبير من أضرحة أولياء الله الصالحين من الصوفية والعارفين بالله رسمت رمزا للمحافظة.

لكل ضريح حكاية عجيبة 

لكل ضريح قصة وحكاية عجيبة عن صاحب الضريح ولكن تظل السيرة العطرة لحياة العارف بالله السيد البدوى، أحد أشهر السير حيث امتدت شهرته إلى جميع الدول العربية والإسلامية كواحد من أقطاب الولاية الأربعة.

عاش البدوى في مدينة طنطا قلب وعاصمة محافظة الغربية وبالتحديد مكان مسجده وساحتة التي بها ضريحه تجد كبار السن من الشيوخ والنساء هم في المقدمة ينسلون مهرولين من كل فج وناحية كلً منهم له غايته وأسبابه التي جاء من أجلها.

حين تناظرهم تجد قلوبهم تتحدث قبل وجوههم وألسنتهم، ناهيك عن البريق الذي تبعث به الأعين وكأنها لغريق يتعلق بـطوق النجاة.. إنهم مجاذيب آل البيت وقاصدو الأولياء وأصحاب الكرامات.

مقام شيخ العرب

فمقام شيخ العرب مُنال كل مريد جاء إليه ركعتين في رحاب المقام ومناجاة الأولياء والصالحين مع وصلة ذكر بخيمة المشايخ التي إن تبسم لك الحظ، وتمكنت من الوقوف بها تكون  قد فزت فوزًا عظيمًا
 زحام متواصل على مدار أيام الأسبوع تكتظ ساحته بالمريدين على بكرة أبيها.

والبدوى لمن لا يعرفه هو أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبو بكر ينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي حفيد المصطفي صلوات الله وتسليماته عليه.

ولد البدوى بزقاق الحجر فى فاس (المغرب)٥٩٦هجرية وكان له ٧ أخوة هو سادسهم.

نزح أجداد "شيخ العرب" من الحجاز إلى فاس أيام الحجاج بن يوسف الثقفى.
لبس الخرقة فى فاس على يد الشيخ عبد الجليل النيسابورى ولبسها شقيقه الأكبرحسن.

حفظ القرآن وعمره ٧ سنوات وتفقه على المذهب المالكى، وفى مكة انتسب للمذهب الشافعى وحج وعمره ١١ سنة.
رحل مع أبويه إلى مكة أقاموا فيها ٥ سنوات ومروا بمصر وأقاموا فيها عامين بين (العريش والإسكندرية).. أخذ التصوف على طريقة الفضيل بن عياض.
 توفى والده وبعده شقيقه محمد ولم يبقَ سوى حسن الذى تولى رعايته.
عكف على العبادة واعتزل الناس وكان (ملثمًا) يتحدث بالإشارة.. كان يتعبد بمغارة فى جبل أبى قبيس قرب مكة.. ولما بلغ 38 سنة رحل مع أخيه إلى العراق وتأثر فكريًا بطريقة سيدى أحمد الرفاعى.
عاد إلى مكة وبعد عام واحد رحل إلى مصر وتحديدًا إلى "طندتا" المسمي القديم لمدينة طنطا لتكون موطن انتشار طريقته.

نزل طنطا فى 14 ربيع الأول ٦٦٣هـ، وحل بمنزل التاجر «ركن الدين»، ويقال الشيخ ركين وكان قد بشره بذلك الشيخ سالم المغربى دفين طنطا، ولما مات نزل فوق سطح دار ابن شُحيط شيخ البلد آنذاك بسفح التل حتى مات.


 السطوحية 

أخذ عن سيدى الرفاعى التدريس على السطح وسمى أتباعه السطوحية ولازم السطح 12 سنة.

 

تنسب إليه الطريقة الأحمدية أو البدوية.
كانت إقامته قرب مسجد البوصة يُعرف الآن (بمسجد البهى).
 

كان يمكث أكثر من 40 يومًا لا يأكل ولا يشرب ولا ينام.

وفى طنطا ربى رجال شاركوا فى قتال حملة لويس التاسع الصليبية.
تلاميذه: سيدى (عبد العال وشقيقه عبد المجيد.. وسالم.. وإبراهيم.. وعبد الوهاب الجوهرى.. وقمر الدولة.. وسالم المغربى.. وعبد العظيم الراعى.. ومحمد الفران).
 

مؤلفاته: مجموعة صلوات جمعت فى رسالة (فتح الرحمن) و(وصايا موجهة لسيدى عبد العال) وكتاب (الأخبار فى حل ألفاظ غاية الاختصار) وهو كتاب فقهى على المذهب الشافعى وتنسب له صلاتان وحزبان.

لم يعثر له على كتابات سوى مخطوطات قليلة منسوبة إليه وكان الظاهر بيبرس يزوره.
 

وفاته:

وفاته: توفى البدوى يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول ودُفن بدار ابن شحيط بسفح التل.
خلفه سيدى عبد العال الذى بنى زاوية على شكل (خلوة) بجوار القبر ولما مات دفن بجوار شيخه ومعهما سيدى مجاهد.

تحولت الزاوية لمسجد فى عهد قايتباى ثم وسع على بك الكبير المسجد وبنى القباب الثلاث.

صنع محمد بك أبو الدهب (المقصورة) الحالية وأنشأ المسجد الحالى عباس باشا ملك مصر وزخرفه الخديوى عباس حلمى الثانى وتم توسعته فى عهد السادات ومبارك.

يُقام للسيد البدوى احتفالان سنويًا الأول فى النصف الثاني من (مايو) يُسمى ( المولد الرجبى أو رجبية السيد البدوى وهى ذكرى تُنسب لتاجر كبير يسمى رجب العسيلى كان يقوم بعمل كسوة للمقام جديدة ويحملها على (جمل) فى (موكب) كبير إلى أن تصل لمقام سيدى أحمد البدوى.

والثانى الاحتفال الكبير بمولده فى أكتوبر ويُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر يشارك فيه الملايين.



  مقام السيدة نور الصباح

كما تحتضن الغربية مقام السيدة نور الصباح والتي تنتسب من جهة الأب والأم إلى أصل السيادة من السلالة الطيبة المباركة سلالة الأمامين سيدنا الحسن وسيدنا الحسين بن على أبناء فاطمة الزهراء، بنت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. 

يآتي المريدين من كل مكان مهرولين في ذكرى مولدها لزيارة نور الصباح والتي تعد من أهم المعالم بمحافظة الغربية بعد السيد البدوى.

وجاءت نور الصباح إلى مدينة طنطا واستقرت بشارع البحر حيث ذاع صيتها بأرجاء المدينة نظرًا لما كانت تتمتع به من سيرة طيبة وفعل أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمساكين. 

ويعد مسجد نور الصباح أو "ست الحبايب"، كما يطلق عليها أهل الصوفية ثاني أحد المصادر الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية. 

التكيات

أنشأت 3 تكيات؛ "الأولى في قرية ميت السودان - الثانية في طنطا بالغربية - الثالثة في مركز دسوق بكفر الشيخ لاستقبال الزائرين مع تقديم الطعام للوافدين عليها". 

اتخذت السيدة صباح تكية طنطا دارًا لإقامتها نظرا لحبها الشديد للسيد البدوي وقررت أن تقيم بجواره.. سمي الشارع الذي يوجد فيه المسجد والضريح باسم شارع الشيخة صباح، وتوجد التكية الخاصة بها بجوار الضريح. 

يقام في شهر أغسطس من كل عام احتفالا بمولدها حيث يحرص الآلاف من مريدي الصوفية للحضور.

كأنما اختارت الشيخة صباح أن يكون مرقدها مجاورًا لمكان آلام الفقراء، ترانزيت أو شئت أن تسميه مكان استراحة مجانية لهؤلاء المنكسرة قلوبهم والفارغة جيوبهم، لا غرابة حين تدخل المسجد وتحديدًا من الساعة الحادية عشرة إلى الثانية ما بعد الظهر تجد أولئك الحيارى يفترشون ساحته، أحدهم يخرج أقراص الدواء يتناول حبة وبعدها يروى ظمأه بالماء، مسجد الشيخة صباح استراحة الفقراء فى حر الصيف، بإمكان هؤلاء أن يجلسوا بدون مشاريب، أن يرتوا بالماء ويعيدوا الاغتسال من الحر  وفى البرد هو مأوى لهم يتناولون فطورهم على مهل دون أن يطالبهم أحد بالرحيل

كما كانت تحيي الليالي بالذكر وتلاوة القرآن ولم تكن السيدة لها صيغة دعاء معروفة أو أوراد مشهورة، وإنما إلهامات يجريها الله علي لسانها -على حد قوله-، فتستجاب بها الدعوات وما من شك أنه كان لها أسماء مختارة من أسماء الله الحسني تذكر بها الله في خلوتها علي مسابحها العديدة وعقب صلواتها.

كانت السيدة تحيي ليلة الجمعه وتوزع في هذه الليلة صدقات كثيرة.. وكانت تحتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وموالد الأولياء وتحتفل بشهر رمضان والعيدين ففي عيد الفطر كانت توزع الصدقات وفي عيد الأضحي كانت تضحي بأربعين خروفًا واليوم التاني والتالت تذبح عشرين خروفًا، وفي ذكر كراماتها الكثير والكثير.

توفيت بدر يوم الاثنين 10 جمادي الآخرة سنة 1327 هجرية 1909 ميلادية، ودفنت بضريحها في اليوم التالي، ومازالت تكيتها باقية علي حالها حتي الآن..شاهدة علي اعمالها الخيرية.

وتحوى المدينة أيضا ضريح سيدى عز الرجال وسيدى عبدالرحيم وغيرها، حيث تضم أكثر من 130 ضريحا.


وفى قرية «بنوفر» التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية يوجد خمسة أضرحة يقصدها الأهالى للتبرك بها، أحدثهم ضريح الشيخ أحمد مرسى زهران والذى توفى هذا العام، وضريح أستاذه الشيخ أحمد الصرفى والذى توفى عام 1983، إضافة إلى ضريح «سيدى صالح» الموجود بالقرية من أكثر من 700 عام بحسب روايات الأهالى.


ويشير الأهالى إلى وجود حجر أثرى داخل الضريح يحوى كتابة غير مفهومة، موضحين أن هذا الحجر موجود به توقيع من أحد الملوك الذى زار الضريح منذ مئات السنين.
 

وتضم القرية أيضا ضريح «سيدى راشد» والذى يدعى الأهالى أن صاحبه لم يتحلل جسده، ويعد خامس الأضرحة لـ«السيدة مريم»، والموجود منذ مئات السنين.
ويضم مركز مدينة المحلة نحو 120 ضريحا، أشهرهم «ضريح المتولى وأبو الفضل الوزيرى وعبدالله بن الحارث»، ويحوى مركز السنطة ما يزيد عن ٩٠ ضريحا أشهرهم: «إبراهيم عمار ومحمد العربى ونصر الدين أبو عفان وقطب الرجال وشطا »، كما يضم مركز سمنود نحو 70 ضريحا أبرزهم: «البيلى والمتولى والشرايحى».

الجريدة الرسمية