في ذكرى ميلادها.. الشيخة نور الصباح صاحبة التكيات وعاشقة البدوي
يحل علينا اليوم ذكرى ميلاد واحدة من أقطاب الصوفية في دلتا مصر وبالتحديد مدينة القطب الصوفي الكبير السيد البدوى الشيخه صباح أو الست نور الصباح بطنطا كما يطلق عليها أهالي الغربية في أول ذكرى ميلادها عقب قرار فتح الأضرحة.
ويقال إن السيدة نور الصباح تنتسب من جهة الأب والأم إلى السلالة الطيبة المباركة، سلالة الأمامين سيدنا الحسن وسيدنا الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء، بنت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ويقول الشيخ "إبراهيم علي" إمام وخطيب مسجد الشيخة نور الصباح أنه كباقي مريدى المقام سعيد بأول ذكرى ميلاد للسيدة نور الصباح عقب فتح المقام بعد عامين من الغلق بسبب كورونا.
وعن المريدين يقول الشيخ انهم يأتون من كل مكان مهرولين في ذكرى ميلادها.
وعن صاحبة المقام قال إمام وخطيب المسجد لـ"فيتو":" جاءت نور الصباح إلى مدينة طنطا واستقرت بشارع البحر حيث ذاع صيتها بأرجاء المدينة نظرًا لما كانت تتمتع به من سيرة طيبة وفعل أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمساكين".
ويعد مسجد نور الصباح أو "ست الحبايب"، كما يطلق عليها أهل الصوفية ثاني أحد المصادر الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية.
أنشأت نور الصباح 3 تكيات "الأولى في قرية ميت السودان - الثانية في طنطا بالغربية - الثالثة في مركز دسوق بكفر الشيخ لاستقبال الزائرين مع تقديم الطعام للوافدين عليها".
واتخذت السيدة صباح تكية طنطا دارًا لإقامتها نظرا لحبها الشديد للسيد البدوي وقررت أن تقيم بجواره، وسمي الشارع الذي يوجد فيه المسجد والضريح باسم شارع الشيخة صباح، وتوجد التكية الخاصة بها بجوار الضريح.
ويقام في شهر أغسطس احتفال خاص بها لها حيث يحرص الآلاف من مريدي الصوفية للحضور اليه.
وأضاف إمام المسجد: كأنما اختارت الشيخة صباح أن يكون مرقدها مجاورًا لمكان آلام الفقراء، او مكان استراحة مجانية لهؤلاء المنكسرة قلوبهم والفارغة جيوبهم، لا غرابة حين تدخل المسجد وتحديدًا من الساعة الحادية عشرة إلى الثانية ما بعد الظهر تجد أولئك الحيارى يفترشون ساحته، أحدهم يخرج أقراص الدواء يتناول حبة وبعدها يروى ظمأه بالماء، مسجد الشيخة صباح استراحة الفقراء فى حر الصيف، بإمكان هؤلاء أن يجلسوا بدون مشروبات، يرتوون بالماء ويعيدوا الاغتسال من حر يونيو، وفى البرد هو مأوى لهم، يتناولون فطورهم على مهل، دون أن يطالبهم أحد بالرحيل.
وتابع:كما كانت تحيي الليالي بالذكر وتلاوة القرآن ولم تكن السيدة لها صيغة دعاء معروفة أو أوراد مشهورة، وإنما إلهامات يجريها الله علي لسانها -على حد قول خطيب المسجد- فتستجاب بها الدعوات وما من شك أنه كان لها أسماء مختارة من أسماء الله الحسنى تذكر بها الله في خلوتها علي مسابحها العديدة وعقب صلواتها.
ويقول إمام المسجد: كانت السيدة تحيي ليلة الجمعه وتوزع في هذه الليلة صدقات كثيرة.. وكانت تحتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وموالد الأولياء وتحتفل بشهر رمضان والعيدين ففي عيد الفطر كانت توزع الصدقات وفي عيد الأضحي كانت تضحي بأربعين خروفًا وفث اليوم الثاني والثالت تذبح عشرين خروفًا، وفي ذكر كراماتها الكثير والكثير.
وتوفيت نور الصباح يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة سنة 1327 هجرية 1909 ميلادية، ودفنت بضريحها في اليوم التالي، ومازالت تكيتها باقية علي حالها حتي الآن..شاهدة علي اعمالها الخيرية.