أحمد الشربيني يكتب: بشوات زمان وبشوات الآن
استوقفني تقرير يُشير إلي أن رجال أعمال مصريين ضمن أكثر العرب شراءً للعقارات في دبي ونعلم أيضًا أن نسبه كبيره من رجال الأعمال المصريين يمتلكون عقارات في لندن بالمليارات.
وهنا تذكرت لقاءً بيني وبين المرحوم محمود بك نجل السيد باشا البدراوي عاشور عام ٢٠٠٢ عندما دعاني لزياره قصر والده في قريه درين مركز طلخا وبالفعل توجهنا للقصر ( المسجل كأثر بمحافظة الدقهليه) فوجدت ماشاء الله قصرًا لا يقل فخامه عن قصور باريس بالرغم من مرور أكثر من ٩٠ عامًا تقريبًا علي إنشائه وشرح سيادته:-
أولا:-أن هذا القصر قام بتصميمه أحد أعظم المهندسين الفرنسين وأن الملك فاروق قام بزياره القصر لأن والده كان من أكبر المزارعين وموردي القمح والأرز في مصر حتي أنه تم مد خط سكك حديد مرورًا بقريه درين لتحميل القمح والأرز اللازمين للدوله المصريه.
وان الملك عندما شاهد عظمه القصر وجماله قال له( عندك حق تفضل في درين).
ثانيًا:- أنه وإخوته كانوا يستكملون دراستهم الجامعية في لندن وأن والدهم كان يستأجر لهم ڤيلا في أحد اهم ميادين لندن وعندما طالبوا والدهم بشراء هذه الڤيلا بدلًا من الإيجار فغضب غضبًا عظيمًاو ثار عليهم ثوره عارمه قائلًا ( أنا عمري ما أشتري أي حاجه بره مصر ولو فاض معاكم جنيه واحد لازم تجيبوه وأنتم راجعين مصر).
الدرس المُستفاد:-
١- زمان كانت أموال وممتلكات الأكابر في مصر.
الأن أموال وممتلكات بعض الأكابر خارج مصر ويعملون في مصر بأموال البنوك علشان لو حصل حاجه يقولك دي فلوس بنوك وانتم أحرار مع الناس!!!
٢- زمان كان خير مصر في مصر.
الأن مصر بالنسبه لكثيرين فرخة بتبيض بس مفيش ولا بيضه بتفضل في مصر كله راكب الطياره علي بره أوتوماتيك وهم في المركب طول ماهي عايمه وساعة الجد لن نجد غير ديون بنوك وبس !!!
٣-زمان كان الأكابر يُنشئون مدارس - مستشفيات- دور عباده والعديد من المنشأت الإجتماعيه وأغلب أملاك وزاره الأوقاف ناتجه من تبرعاتهم.
الأن لا نري لكثير من أكابر العصر الحديث شئ يُذكر من ذلك ولو حد إتبرع بجنيه يقولك (هات وصل علشان أخصمه من الضرائب)!!!!!
٤-بعض رجال الأعمال فلوسهم في بنوك أوربا ويقولك إحنا شغالين بفلوس البنوك المصرية وبالتالي بندفع فوايد ونتيجه النشاط بيطلعوها خساره فيبقي مش دافعين ضرائب!!
٥-بالطبع لا ننكر أن هناك رجال أعمال وطنيون شرفاء أمثال المرحوم الحاج محمود العربي وأخرين ينتمون لعائلات عصامية كثيرة متواجدة إلى الأن في السوق المصري وتعمل على تنمية الاقتصاد فيه ولهم من المصريين كل المحبه والإحترام والتقدير.
ولكن هذا الحديث موجه إلي فئران المركب.
حفظ الله مصر وشعب مصر.