جرائم عائلية بدعوى الشرف.. تعذيب فتاة حتى الموت بسبب الخروج المتكرر.. وإلقاء أخرى بترعة المنصورية.. والطب الشرعي يكشف المستور
تقع بين الحين والآخر جرائم بشعة بدعوى الشرف، لذلك يصعب على الجناة الاعتراف بها ويلجأ الأهالي إلى ادعاءات السقوط والاختناق بالغاز، ويكون ذلك بغرض التضليل والهروب من الجريمة.
وشهد مركز الوقف شمال محافظة قنا واقعة ليست غريبة من نوعها في جنوب الصعيد، بعد أن قامت سيدة شقيقها وابنها بقتل ابنتها، وادعوا في التحقيقات سقوط الضحية من أعلى المنزل.
فيما كشف تقرير الطب الشرعي تورط الأم وابنها في جريمة قتل، بعدما فضحت المستور وتوصلت للسبب الذي دفع الأم إلى إخفاء الحقيقة والتي لا تزال غامضة.
حيث أكد تقرير الطب الشرعى وجود آثار تعذيب بالجسد، وفورا توجهت الاتهامات إلى والدة الفتاة وشقيقها، مما دفع أجهزة الأمن لضبطهما والتحقيق معهما، لكشف ملابسات الجريمة.
وعندما واجهت جهات التحقيق الأم بما توصلت إليه الطب الشرعي، وبدأت الأم في الاعتراف أمام المباحث بأن ابنتها كانت تخرج من البيت بشكل متكرر مما دفعها وشقيقها إلى ضربها بشكل مبرح، وظلت تستغيث حتى بدأت تلفظ أنفاسها بصعوبة، مما دفعهما إلى حملها والقائها من الطابق الثالث، مدعية في بلاغها أنها ألقت بنفسها من أعلى المنزل بسبب مشكلات عائلية.
العثور على جثة سيدة مكبلة
وشهدت محافظة الجيزة واقعة مماثلة عندما تم العثور على جثة سيدة في عقدها الثالث مكبلة القدمين بحبل مربوط ومثبت به حجرين بترعة المنصورية في منشأة القناطر.
وكثفت الأجهزة الأمنية بالجيزة من جهودها لكشف تفاصيل الواقعة من خلال التوصل لهوية الجثة وفحص علاقات المجني عليها.
حيث تبين أن الجثة لربة منزل، مقيمة في إمبابة وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة أربعة أشخاص "من أهليتها" مقيمين في منطقة الوراق، تم القبض على المتهمين واعترفوا بارتكابهم الواقعة لوجود خلافات عائلية بينهم.
كشفت تحقيقات نيابة الجيزة عن تفاصيل صادمة في واقعة العثور على جثة سيدة مكبلة القدمين ومقيدة بالحبال ومربوطة بحجرين داخل ترعة بالمنصورية في منشأة القناطر، حيث أثبت تقرير الطب الشرعي وجود آثار تعذيب وضرب مبرح على جسد السيدة مع عدم وجود علامات تشير إلى حدوث اغتصاب أو مقاومة.
و تبين من التحقيقات والتحريات أن والدها ونجل عمه، وشقيقها وراء ارتكاب الواقعة وأقدموا على قتلها بعدما شكوا في سلوكها وهروبها من المنزل وتغيبها عنه واكتشفوا علاقتها بشاب فقاموا بطرحها أرضا وتعدوا عليها بالضرب المتواصل حتى قطعت النفس وبعد أن تأكدوا من وفاتها قاموا بربطها بالحبال من قدميها وقيدوها ووضعوا الحجارة في قدميها حتى لا تطفوا على المياه بعد أن خططوا بالتخلص من الجثة بإلقائها في إحدى الترع بالمنصورية بمنشأة القناطر، وما زالت التحقيقات مستمرة.
الطب الشرعي
ويعتبر الطب الشرعي هو حلقة الوصل بين الطب والقانون، وذلك لتحقيق العدالة بكشف الحقائق مصحوبة بالأدلة الشرعية.
فالطبيب الشرعي في نظر القضاء هو خبير مكلف بإبداء رأيه حول القضية التي يوجد بها ضحية سواء حيًّا أو ميتًا.
وأغلب النتائج التي يستخلصها الطبيب الشرعي قائمة على مبدأ المعاينة والفحص مثل معاينة ضحايا الضرب العمديين، ضحايا الجروح الخاطئة، ومعاينة أعمال العنف من جروح أو وجود آلات حادة بمكان وجود الجثة، ورفع الجثة وتشريحها بأمر من النيابة العامة.
كما أن الطبيب الشرعي لا يعمل بشكل منفصل وإنما يعمل وسط مجموعة تضم فريقا مهمته فحص مكان الجريمة، وفريقا آخر لفحص البصمات، وضباط المباحث وغيرهم، وقد يتعلق مفتاح الجريمة بخدش ظفري يلاحظه الطبيب الشرعي، أو عقب سيجارة يلتقطه ويحل لغز الجريمة من خلال تحليل الـDNA أو بقعة دم.
وهناك الكثير من القضايا والوقائع يقف فيها الطب الشرعي حائرا أمامها، لأن هناك قضايا يتعين على الطب الشرعي بها معرفة كيفية الوفاة، وليس طبيعتها من عدمه.
ولا يقتصر دور الطب الشرعي على تشريح الجثث أو التعامل الدائم مع الجرائم، ولكنهم يتولون الكشف على المصابين في حوادث مختلفة لبيان مدى شفائهم من الإصابات، وما إذا كانت الإصابة ستسبب عاهة مستديمة، مع تقدير نسبة العاهة أو العجز الناتج عنها.