رسالة مهمة من علي جمعة تشرح كيفية خروج مصر من معاناتها
استعان الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، برسالة مهمة بعثها له الدكتور حسن عباس، وزير الاقتصاد الراحل، وذلك للخروج من الحال الذي نعانيه وتعانيه مصر حاليًا، مؤكدًا أن الخروج مما نحن فيه من ضائقات تكون بالعودة إلى الله، وإن ما نحن فيه يرجع لتحول الإنسان من كائن رباني تتجلى عليه الفيوضات إلى كائن بيولوجي لا يساوي قطعة لحم.
رسالة لخروج مصر من معاناتها
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "تلقيت رسالة من الأستاذ الدكتور حسن عباس زكي– رحمه الله- وزير الاقتصاد الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وكأنه يشير فيها على وجوب خروجنا من حالنا الذي نحن فيه إلى حال آخر نرجع فيه إلى الله، وهو ما قصدناه عندما بدأنا الكلام عن شعب الإيمان"
وعن رسالة الدكتور حسن عباس قال جمعة: "يقول: (لقد خلق الله الإنسان وكرمه، وهيأ له كل وسائل السعادة والأمن والفلاح، ودعاه وهو خليفة الله في أرضه إلى أن يكرس نفسه لتحقيق رسالته في هذا الدنيا، وأعطاه ومنحه كل الوسائل التي تحقق له ذلك.)
مصر في كتاب الله
وتابع في د. حسن عباس في رسالته "وذكر مصر في كتابه الكريم عدة مرات ولكن أهلها نسوها ونسوا الله، وكثرت فيها الفتن والإشاعات والخروج عن طاعة الله وتحقيق ما يجب أن تقوم به، بالرغم من أنها وصفت في التاريخ بأرقى الأمم، والعالم والغربي يفتن بخيراتها التاريخية والأثرية والدينية، ولكننا قلبنا نعم الله في أرضه واستعنا بها على معصيته"
وقال "د. حسن عباس في رسالته "والله أدعوا أن يعاوننا على أن نعود إلى الطريق الذي يسعد الجميع، ونأخذ بيد الضعيف ونحقق الحكمة التي تدعو إلى أن ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، ونعود إلى احترام أنفسنا وقادتنا وأن نعاون دائما بالنصيحة والنقد البناء، والمشاركة في إبداء الرأي بالأسلوب الإنساني الذي يرضى الله".
واستطرد قائلًا: "ونخشى الله ولا نخشى إلا الله، ونشارك لا نهدم، ونساعد ولا ننفرد، ونوجه بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحترم أنفسنا ونحترم الصغير والكبير، ونتفاعل مع بعضنا كأسرة واحدة لا عداء فيها ولكن إخلاص لوطننا مصر، ونبتعد عن الفتن التي تقضي على الشعوب ولا تنتهي إلا بالأضرار الجسيمة التي نحن في غنى عنها.. ووفقنا الله ورعانا وسدد خطانا وهيأ لنا العودة إلى التعاون في خدمة الوطن في جو من الأمن والسكينة مع الحكمة الأمينة".
شُعب الإيمان
وقال الدكتور علي جمعة "انتهى كلام الرسالة، وهو كلام نفيس يذكرنا بأن أعلى شعب الإيمان (لا إله إلا الله) فالإيمان بالله ومحله القلب يجعل القلب فوق العقل، ويجعل العقل فوق السلوك، وهذا يختلف اختلافا بينا عما يتبناه كثير من الناس من أن السلوك هو الذي يتحكم في العقل".
واختتم د. علي جمعة حديثه لخروجنا من حالنا قائلًا: "وأن العقل يمكن أن يسكت القلب، وذلك بعد أن تحولت الأمور إلى مصالح ومنافع مادية ضيقة مات فيها الإنسان أمام الله ثم مات أمام نفسه، وتحول من كائن رباني تتجلى عليه الفيوضات إلى كائن بيولوجي لا يساوي قطعة لحم تقوم بنصف دولار في مواد تركيبها، كما يقول عبد المحسن صالح في كتابه الماتع (أنت أيها الإنسان كم تساوي؟).