مأساة "نبيلة".. دخلت للولادة فخرجت جثة هامدة.. وزوجها: هربوها بتنزف لمستشفى تاني وعايز ابني
دخلت على قدمها وسلمت نفسها للأطباء أملًا في ولادته طفلها الأول الذي يعد أول فرحتها في الدنيا، لكنها لم تكن تتوقع أن تخرج من المستشفى إلى القبر ورضيعها بين الحياة والموت.
في منزل صغير لأسرة متوسطة الحال تستقبلك رغم ظروفها الصعبة بالترحاب ووجوه راضية بقضاء الله إنها أسرة الشابة "نبيلة" ضحية الإهمال الطبي بمستشفى طوخ المركزي.
"الحمد لله راضون بقضاء الله".. هكذا بدأ أحمد زوج الضحية كلامه عن حبيبة عمره وأول فرحته "نبيلة" والتي صاحبها الثلاثاء الماضي لمستشفى طوخ المركزي لتضع طفلها الأول، ولم يعلم أنها كانت النهاية.
وقال أحمد: إنه بعد إدخال زوجته للمستشفى أشار لهم الطبيب أنها ستضع مولودها طبيعيًّا ثم سرعان ما اختلف كلامه ليقرر إجراء عملية قيصيرية لها، مشيرًا إلى أنه بعد تفكير وتردد قال للطبيب: "اللي تشوفه يا دكتور"، ولا يعرف ماذا يحدث عند دخول زوجته غرفة العمليات منذ الساعة ١ ظهرًا تقريبًا حتى السابعة مساءً 7 ساعات وهي تنزف ولا أحد يجيب ويفسر ماذا حدث لزوجته التي خرج طفلها إلى الحضانة ولم يراه أحد.
وأضاف: "بعد شعوري بالقلق لما يحدث اتصلت بالنجدة وقسم الشرطة وفوجئت أن زوجتي ليست متواجدة بالمستشفى، وأنها خرجت عبر الباب الخلفي دون علمه إلى مستشفى الجامعة ببنها".
وأوضح أن حالة ذهول أصابته فور علمه بما حدث وأن المسئولين بالمستشفى لم يبلغوه بنقل زوجته وماذا حدث لها، لافتًا إلى أنه بعد تحرير محضر إثبات حالة بمركز شرطة طوخ توجه وعدد من أقاربه لمستشفى بنها الجامعي ليشرح المتواجدون له أن زوجته جاءت إليهم بين الحياة والموت، وأن الأطباء يسعون جاهدين لإنقاذها، وتم إجراء عملية استئصال الرحم بسبب شدة النزيف، ليخبره الأطباء بعد ذلك بوفاتها.
وتابع: لم أدر بنفسي عندما قال لي طبيب "البقاء لله" لتسود الدنيا في وجهي بعد قتل أي أمل كنت أنتظره خارج غرفة العمليات.
وطالب زوج الضحية بإنقاذ نجله الرضيع الذي يمكث حاليًا بحضانة مستشفى طوخ، ولا يتمكن من رؤيته، ولا أحد يخبره عن حالته الصحية، مؤكدًا أن المستشفى يكرر نفس الخطأ ويخفي عليه حالة الطفل كما حدث مع حالة زوجته.
وأردف: لم أعلم شيئًا عن نجلي الرضيع إلا عندما طلب من جهات التحقيق إرسال خطاب رسمي للمستشفى للاستعلام عن حالته، وبالفعل تم إرسال خطاب رسمي، وفوجئ بتحويل نجله إلى مستشفى قها لإجراء الفحوصات الطبية دون علمنا أيضًا.
وأوضح أنه حرَّر محضر بذلك، كما علم أن الطفل مصاب بشرخ في الجمجمة وتجمع دموي.
وطالب زوج الضحية بحق زوجته التي ماتت ولم تكمل عاملها الـ26 عامًا، كما طالب المستشفى بمعرفة أي معلومات عن مصير طفله.
وفي النهاية وجَّه "أحمد" الشكر إلى النيابة العامة وسعيها لمعرفة الحقيقة.