قصة الحرب على فيلم ناجي العلي

تصادف اليوم 29 من أغسطس ذكرى رحيل ناجي العلي عبقري الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتيل بيد غادرة عن طريق رصاصة مجهولة المصدر أصابته إصابة بالغة أدت في الأخير إلى غياب أبدي غابت معه رسوماته التي لطالما انتقدت كل قصور.

فيلم ناجي العلي

وقدم الفنان الراحل نور الشريف فيلمًا عن ناجي العلي يحمل الاسم ذاته، وتم إنتاج الفيلم بموافقة الرقابة، ولم يكن هناك أي مشكلة، حيث أكد الفنان الراحل نور الشريف، في لقاء إعلامي له قبل وفاته،  أنه بعدما أرسل سيناريو الفيلم إلى الرقابة جاءه شكر أنه “أخيرًا” أقدمت شركة إنتاج مصرية على تقديم فيلم مناصر للقضية الفلسطينية.

وكان هذا الفيلم استثناء في حياة الفنان الراحل نور الشريف وتعرض بسببه لهجوم كاسح، حيث هوجم هذا الفيلم داخل مصر وخارجها بصورة لم يسبق لها مثيل ولم يتعرض فيلم من بعده لهذا الحجم من الهجوم، فقد حدث ما هو أشبه بالتمثيل بجثة الفيلم وصناعه تصدى لها وليد الحسيني كمنتج مع الفنان الراحل نور الشريف مع عاطف الطيب كمخرج.

وأكد الكاتب بشير الديك، في لقاء إذاعي مع الإعلامي يوسف الحسيني في برنامج حروف الجر، أن فيلم ناجي العلي كان يتم الهجوم عليه بصورة يومية في جريدتين مصريتين، وأشار الديك إلى أن الفنان يحيى الفخراني قد اتصل به هاتفيًا يسأله “يا بشير في إيه دول طالبين مني أكتب عن الفيلم”، فطلب منه الديك أن يشاهد الفيلم ويكتب عنه فعلًأ.

وعن قصة المنع قال الكاتب بشير الديك أن فيلم ناجي العلي لم يتم الهجوم عليه بضراوة نظرًا لمستوى الفيلم أو لجودته ولكن لشخص ناجي العلي، وأشار إلى أن هذا يعبر عن كيف كان ناجي العلي يواجه العيوب التي يراها في كل شخص ويجاهر بها فورًا ولهذا كان مكروهًا من الكثيرين عدا أصدقائه الذين يمتلكون العقلية ذاتها.

وأشار الديك إلى أن جريدة روز اليوسف قد أجرت معه تحقيقًا وتم توجيه سؤالًا له مفاده أنه كيف له تقديم فيلمًا عن شخص يكره مصر في إشارة إلى ناجي العلي، فقال لهم أن ناجي العلي لا يكره مصر ولكنه كان مناهض لإتفاقية كامب ديفيد.

وأوضح الكاتب بشير الديك في لقاء إعلامي مع يوسف الحسيني، أنه بينما كان صناع الفيلم يعملون على إنهاءه علموا أن الرئيس الأسبق كان في رحلة على الطائرة الرئاسية وسأل أحد الأشخاص الذين كانوا يهاجمون الفيلم بصورة مستمرة وقال “إيه الدوشة دي؟" فقيل له أن ناجي العلي يكره مصر فرد الرئيس الأسبق “بلاش كلام فارغ"، ووفقًا للديك، توقف الهجوم على الفيلم من بعدها.

وبعد الانتهاء من الفيلم، شاهد الدكتور الراحل أسامة الباز الفيلم وأعجبه، وانطلق بعدها فيلم ناجي العلي.

نور الشريف

وعن الحرب على فيلم ناجي العلي علق الفنان الراحل نور الشريف في لقاء إعلامي مع المؤلف والسيناريست مدحت العدل، أنه من المؤلم الشعور بالظلم، حيث أنه بسبب فيلم ناجي العلي، وجد نور الشريف بعض زملاؤه يسبونه في الصحف، حيث أنهم شاركوا كما قال في “المذبحة”، كما أن بعض الأقلام انتقدت نور واتهمته بأنه غير وطني، وأنه قد “قبض” من منظمة التحرير الفلسطينية 3 مليون دولار لكي يقدم هذا الفيلم.

وقال نور الشريف إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حضر إلى مصر لمقابلة الرئيس الراحل مبارك، لكي يمنع عرض فيلم ناجي العلي في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، موضحا أن هذا ينفي اتهامات أنه تلقى تمويلًا من منظمة التحرير الفلسطينية كما ادعى البعض.

واسترسل الفنان الراحل نور الشريف وأكد أنه وصلته أنباء أن الرئيس مبارك أشار إلى أنه لم يشاهد الفيلم بل أن من شاهده هو الدكتور أسامة الباز، وعقب الرئيس الأسبق، وفقًا للراحل نور الشريف" قائلًا “ دكتور أسامة ده فلسطيني أكتر منكم”، وأشار إلى أن الدكتور أسامة الباز نفى وجود أي مشكلات في فيلم ناجي العلي، وتم بالفعل عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي.