ناجي العلي.. قصة فيلم تسبب في إهانة نور الشريف وبكائه.. ومبارك يرد اعتباره رغم مكالمة عرفات
تعاطفًا مع فنان الكاريكاتير ناجي العلي ـ رحل في أغسطس 1987 ـ وإهدار دمه وتقييد قتله ضد مجهول بالرغم من إبداعه كفنان إلى جانب وطنيته، تحمس الفنان نور الشريف لقضيته وقرر إنتاج فيلم عن الفنان ناجي العلي يخرجه عاطف الطيب، وكتب له السيناريو بشير الديك، وتم عرضه في يناير عام 1992.
جسَّد الفيلم قصة مواطن فلسطيني من داخل الأرض المحتلة اعتُقل وسُجن وأُخرج من وطنه إلا أن فلسطين ظلت في أعماقه، وعبَّر عن ذلك في رسوماته بالصحف والمجلات منتقدًا الأنظمة العربية وتفككها إلى أن تم اغتياله في لندن وقصف قلمه وريشته.
وأثار فيلم ناجي العلي ردود فعل واسعة للغاية، وظهرت اتهامات لنور الشريف وعاطف الطيب بخيانة الوطن بسبب تجاهل الفيلم لدور مصر في حرب 73 وتوجيه الاتهامات للرئيس السادات بإهمال القضية.
منع عرض الفيلم
وقام أغلب الدول العربية بمنع عرض الفيلم، كما تعرَّض الفنان نور الشريف لحملات شرسة من الانتقاد في الصحف العربية والمصرية بصفته بطل الفيلم ومشاركًا في إنتاجه مع إحدى شركات الإنتاج الفلسطينية، ووصل الحد إلى اتهام نور الشريف بالعمالة لأمريكا، وأنه تقاضى مبلغ 3 ملايين دولار مقابل إنتاج الفيلم من أمريكا.
تزعمت جريدة أخبار اليوم ورئيس تحريرها الكاتب إبراهيم سعدة ـ الذى كان على علاقة وطيدة بالرئيس السادات ـ الهجوم على نور الشريف ونصب المشانق لمحاكمته، وفى المقابل أعلن نور الشريف حماسه وتأييده الكامل لكل ما جاء في الفيلم ليدخل فى صراع قوي وشرس مع بعض الكتاب والصحفيين.
عرض الفيلم
ووصل الأمر أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات طلب من الرئيس حسنى مبارك منع عرض الفيلم في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، وأوكل مبارك الأمر إلى أسامة الباز الذى أكد أن الفيلم لا يحمل أي إساءة لمصر، وبالتالى تم عرض الفيلم في المهرجان.
اشترك في بطولة الفيلم ليلى جبر، محمود الجندي، تقلا شمعون، أحمد الزين.
وعلَّق نور الشريف على عرض الفيلم في المهرجان: أعتقد أن فيلم مثل "ناجي العلي" الذي يعبِّر عن القضية الفلسطينية والحرب الأهلية اللبنانية هو من أهم الأفلام الوطنية التي تُؤرخ للواقع العربي الأليم والذي قَدمت من خلاله شخصية رسام الكاريكتير الفلسطيني ناجي العلي الذي كان يعيش في الشتات ما بين بيروت والكويت ولندن والذي اغتالته عناصر من الموساد في لندن.
هجوم شرس
وأضاف باكيًا: هذه التجرِبة أظهرت لي الصديق والعدو، لقد تعرَّضتُ لهجوم شرس وقاسٍ بسبب فيلم ناجي العلي لمدة عام كامل، ووصل الأمر إلى نصب مذبحة لنور الشريف وكأنه هو المتسبب في نكسة 67 فتناوبت الصحف والمجلات في الهجوم على الفيلم وعلى شخصي إلا أن حزني الشديد كان عندما وجدت أقرب أصدقائي يهاجمونني بشراسة إلا أنه للحق هناك مَن وقف بجواري في أزمتي ومنهم محمود يس ويحيى الفخراني وسمير صبري وشريكي في الفيلم محمود الجندي، أما بقية الفنانين فكانوا ضدي بل كانوا شمتانين وفرحين لما حدث لي.