العراق على صفيح ساخن..الصدر يعلن اعتزال الحياة السياسية وأنصاره يقتحمون القصر الجمهوري
دخل حظر تجول شامل في عموم العراق حيز التنفيذ، بدءًا من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، رغم استمرار التظاهرات في عدد من المحافظات والعاصمة بغداد.
وشهد العراق يومًا عاصفًا من التظاهرات واقتحام القصر الرئاسي، إثر إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله السياسة نهائيًّا على وقع أزمة سياسية حادة يشهدها العراق.
اقتحام القصر الرئاسي بالعراق
توجّه أنصار زعيم التيار الصدري عصر اليوم الإثنين إلى المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة بغداد، واقتحموا القصر الرئاسي، ما دفع الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، والسيطرة مجددًا على المقر.
فيما عمد مسلحون من الحشد الشعبي إلى إطلاق الرصاص الحي، والاشتباك مع المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتيلين، وعشرات الجرحى، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
وقبيل دخول حظر التجول حيز التنفيذ، لفت تقرير لقناة العربية بأن المواطنين في الناصرية استجابوا لدعوات الكاظمي وأخلوا المواقع الحكومية لكنهم أبقوها مغلقة.
تنظيم سرايا السلام المسلح
في موازاة ذلك، اتنشر تنظيم سرايا السلام المسلح التابع للتيار الصدري قرب المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد وفي عدة مناطق عراقية.
ولفت التقرير إلى أنه تم حرق خيام المعتصمين قرب البرلمان داخل المنطقة الخضراء.
ودعت العمليات المشتركة في وقت سابق المتظاهرين الغاضبين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، وأكدت أنها ملتزمة بـ "أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدماء"، وفق تعبيرها. وشددت في الوقت عينه على مسؤوليتها في حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة.
كما أوضحت أن التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين، وأن القوات الأمنية ستقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار. وناشدت المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية، والحفاظ على الأمن.
مقتدى الصدر يعتزل الحياة السياسية
وكان الصدر أعلن في وقت سابق اليوم بتغريدة على حسابه في تويتر اعتزال العمل السياسي، وغلق المكاتب التابعة لتياره، بعد أشهر من الانسداد في المشهد السياسي بالبلاد، وتعثر في انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، إثر تعنت خصوم الصدر من الإطار التنسيقي الموالي لإيران.
ما دفع الصدر لاحقًا إلى المطالبة بحل البرلمان، وهي خطوة أعلن مجلس القضاء الأعلى منتصف الشهر الحالي، (أغسطس 2022) أنها لا تدخل ضمن صلاحياتها.
ولعل ما زاد الطين بلة خلال اليومين إعلان "المرجع الشيعي كاظم الحائري"، الذي يقلده أنصار التيار الصدري، اعتزاله العمل الديني بسبب المرض، وأوصى باتباع مرجعية علي خامنئي مرشد إيران، ما حث الصدر إلى التأكيد بأن هذا القرار اتخذ من الخارج وبضغط منه أيضا في إشارة إلى طهران.