تسجيل مفبرك يطيح بالشيخ الباقوري من وزارة الأوقاف
تلميذ نجيب أخذ من كل شيوخه أحسن مافيهم فكان مزيجا من الاعتدال وسعة الأفق، كان دستوره منهج القرآن الكريم " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" هو من أسرة وافدة من بلاد المغرب العربي، جاء جده إلى مصر واستقر في بلدة بالصعيد عرفت فيما بعد باسم باقور وتزوج من مصرية ومن أحفاده الشيخ أحمد حسن الباقورى الذي رحل في اغسطس 1985 بلندن .
ولد الشيخ الباقوري عام 1908، حفظ القرآن بكتاب القرية وكان المعهد الدينى ثاني المحطات، وقرأ في شبابه أشعار شوقى وكتابات المنفلوطي وترجمات أحمد حسن الزيات، وحصل على العالمية النظامية بالازهر عام 1932 وعمل مدرسا للغة العربية.
الخلاف مع الإخوان
كان الشيخ الباقورى وقت قيام ثورة يوليو عضوا بمكتب الإرشاد ونائبا للمرشد العام وكان يكتب في الأخبار مقالات بعنوان الأزهر ومنطق الثورة، اختارته مجموعة الثورة وزيرا للاوقاف في أول حكوماتها وأبلغه الكاتب مصطفى أمين بذلك.
يقول الشيخ الباقوري في حوار له مع الكاتبة نعم الباز: بعد حلف اليمين ذهبت إلى دار المرشد العام حسن الهضيبى الذى استقبله بفتور شديد جدا وطلب منه الدعاء والثناء على ولى العهد الأمير أحمد فؤاد في الخطب والمحاضرات فكتب الباقورى استقالته وسعد الهضيبى بذلك وقال هو ما نريد.
تسجيل مفبرك
قضى الباقوري في الوزارة سبع سنوات حتى سمع عبدالناصر أن الأديب محمود شاكر هاجمه في بيت الباقوري ولم يرد عليه الباقوري ووصلت التسجيلات إلى عبد الناصر الذي دعاه إلى بيته ليسأله، ثم أقاله من الوزارة وألزمه بيته خمس سنوات، وبعد أن تأكد عبدالناصر من أن ما حدث من شاكر كان افتراء لا ذنب للباقوري فيه، عين الشيخ الباقورى مديرا لجامعة الأزهر ودعاه إلى حضور حفل زواج ابنته هدى على حاتم صادق.
مذكرات الشيخ الباقوري
في مذكرات الشيخ أحمد حسن الباقوري، التي نشرتها جريدة "المسلمون" الصادرة في لندن عام 1984 كتب عن كيفية اختيار عبد الناصر له وزيرا في حكومة الثورة، فقال: "جاءنى إلى بيت صديقى عبداللطيف دراز والأستاذ موسى صبرى ليخبرانى أن الرئيس محمد نجيب يريد أن يتحدث إلى وأن رقم تليفونه مع مصطفى أمين، ذهبنا إلى أخبار اليوم وهناك سألت الأخوين مصطفى وعلى أمين رأيهما في قبول وزارة الأوقاف، فأجابا في صراحة بأنها خدمة وطنية، قلت وإذا لم أستطع المضى مع الضباط فماذا يكون موقفى؟ قال على أمين إنك كنت تكتب سلسلة مقالات في الأخبار وكانت موضع إعجاب القراء وخاصة عن الأزهر وعن منطق الثورة وهدفها، فإذا لم تنسجم مع الثورة فمكانك محفوظ في أخبار اليوم.
وأضاف:"طلب مصطفى أمين اللواء محمد نجيب في التليفون وأخبره بوجودي وأعطاني السماعة فقال نجيب: أرجو أن نتعاون على مصلحة الوطن وسألقاك غدا في قصر عابدين، وذهبت إلى قصر عابدين ومعى موسى صبرى والتقيت هناك فتحى رضوان وزير الإرشاد وكنا منذ زمن رفاق كفاح طويل".
وتابع الباقوري في مذكراته: “استقبلنى رشاد مهنا وقال أين تحب أن تذهب قلت إلى مكتب الإرشاد لأخبر المرشد العام بقبولى الوزارة، فصحبنى إلى مكتب الإرشاد وانتظر بالسيارة وصعدت إلى حيث يقيم المرشد الذي استقبلنى بفتور شديد ووجه عابس لم أعهده منه من قبل وقصصت عليه الأسباب التي دعتنى إلى قبول الوزارة وفي مقدمتها الانقسامات التي شاعت في جو الجماعة”.
وقال:"كان الهضيبى مغتبطا باستقالتى من جماعة الإخوان ورغم ذلك زارنى في مكتبي ومعه بعض الإخوة وطلب مني التوسط في الصلح بين عبدالناصر والإخوان".
تقدير وتكريم
وحصل الشيخ الباقوري على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة في 1985، فضلا عن مجموعة من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير التي حصل عليها من دول العالم العربي، كما مثل مصر وترأس الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعربية والدولية.