لكل قوم عيدا وهذا عيدنا.. ماذا قال الشيخ أحمد حسن الباقوري عن الغناء في العيد
عن العيد وكيف يحتفل به المسلم كتب الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف السابق فصلا في كتابه مع الصائمين يقول فيه: إن من حق المسلم الذى قطع شهر رمضان صائما ملتزما حدود الله فيه ان يفرح بانتصاره على نفسه، والانتصار على النفس اشد تمتعا من الانتصار على الأعداء، ويأتى من هذا الانتصار الاحتفال بالعيد
والعيد عند التأمل فرح وسعادة كما قرر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى حديث البخاري حين رأى سيدنا أبو بكر يمنع الجاريتين من الغناء في حضرته الشريفة فقال عليه السلام: “ دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”.
اعلان الفرحة
ومعنى هذا القول ينطوى على أن إعلان الفرحة في يوم العيد بالغناء والموسيقى أمر لا يرفضه الإسلام، بل ينكر على من أنكره وليس وراء قضاء رسول الله قضاء.. وقد كانت الجاريتان في حضرة الرسول تضربان بالدف، ولا معنى للموسيقى يناقض ضرب الدفوف.
ولئن كان بعض أهل العلم قد حاول التفريق بين أنواع الدفوف فأحل بعضا وحرم بعضا فإن هذا التفريق من الدقة والاستخفاف لاينقاد لرائديه ولا يمكن القضاء له.
مزمارة الشيطان
إن غناء الجاريتين في بيت عائشة في منى أيام الحج وأول ما يلفتك هنا هو تعريف الموسيقى، والحديث عن غناء الجاريتين فقد أخرج الإمام البخارى في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ثم دخل أبو بكر فانتهرنى وقال: أمزمارة الشيطان عند النبى صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه الرسول قائلا: دعهما يا أبا بكر أن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا.
حديث صحيح السند
هذا الحديث له صحة السند وسلامة المعنى ومسايرة روح الشريعة المسماح بحيث لا يجحده جاحد ولا يتأوله على غير وجهه الا من يؤثر الاحتكام إلى الهوى.
وأول ما ينتبه إليه في هذا الحديث والتنبيه إليه أن تحويل النبى وجهه عن الجاريتين المغنيتين لم يكن من أجل كراهيته للغناء، فإن تحويل الوجه لا يصرف سمعه الكريم عن أن يمتلئ بصوت الغناء والدفوف وإنما حول عليه السلام وجهه ـ حتى لم يشأ النظر الى أجنبيتين عنه لا يحل له النظر اليهما وهو القدوة للمسلمين في كل زمان ومكان.
روح الشريعة
ومن هنا لابد من التماس طريق لفهم الحديث على معنى يساير روح الشريعة، فكان يوم بعاث كما تقول السيدة عائشة مسار موقعة بين الأوس والخزرج قبل الإسلام قتل فيه خلق كثير من أشراف الفريقين وساداتهم حتى ضاق الفريقين من الحرب، فلما جاء الله بالإسلام ألف بين قلوبهم وكان إنشاد الشعر رادا لفتنة شابة كما بدأت، من أجل ذلك ساغ لأبو بكر أن يسمى غناءهم مزمارة الشيطان من أجل ما فيه من تحريض على الفتنة وليس من أجل مجرد الغناء، ولأن اليوم عيد يترخص فيه للناس بما لا يترخصون في غيره من سائر الأيام.