حبس الوحش لزواج العوانس وحمل العاقرات.. حكايات عن أضرحة الفيوم ويقصدها المسلمون والاقباط | صور
تنتشر الأضرحة ومقامات الاولياء في ربوع الفيوم، وتنتشر معها الحكايات والروايات عن الضريح وصاحبه، منها ما يتماشي مع العقل والمنطق، ومنها ماهو محض خرافة من خرافات القصص الشعبية الذي توارثته الأجيال.
وكثيرا من الحكايات يتناولها الناس عن كرامات صاحب الضريح، بعضها أصبح من مميزات الثقافة الشعبية في الفيوم، وبعضها اختفي مع مر العصور.
وأبرز أضرحة أولياء الله الصالحين الذين تعيش حكاياتهم حتى الآن، الشيخ محمد حبس الوحش، والشيخ علي الروبي، والشيخ أبو خلف، والشيخ البقلي، والشيخ عطا، منهم من كان يروج عنه أنه يشفي المرضى، ومنهم من قالوا عنه إنه يعالج العقم وتحمل االعاقر بعد زيارته، وكانت تقام لهم موالد في كل عام.
الشيخة مريم
ضريح الشيخ مريم يقع وسط مدينة الفيوم علي ضفاف بحر يوسف، ويقصده المسلمين والأقباط علي حد سواء طالبين الشفاء، وتقصده السيدات العاقرات أملت في الإنجاب، وصريح الشيخة مريم له طقوس لا توجد في أي ضريح غيرة، ويسمي خبز الشيخة مريم، وهو عبارة عن نذور تقدم للشخة مريم، يهدونها المسلمونوإلى كنيسة ماري جرجس بمدينة الفيوم أو أي كنيسة قريبة، وبهدونها الأقباط لمريدي ضريح الشيخة مريم، ويتفق المسلمون والاقباط علي زيارة الضريح والمقام والاحتفال بمولد صاحبته يوم شم النسيم وتوزيع الخبز معتقدين أن هذا الخبز يحمي من الأرواح الشريرة، خاصة إذا تم تقديم الخبز مع ذكر جمال وطيبة طاحبة المقام.
حبس الوحش
يتميز ضريح حبي الوحش بعدة طقوس لابد من أدائها عند الزيارة والا فقدت الغرض منها، ولاتجاب الدعوات كما يزعم مريدوه الا بهذه الطقوس.
تبدأ طقوس الزيارة بتقديم الارز باللبن أو صواني اللحوم الي حارس المقام لتوزيعها علي المريدين وزوار الضريح، ثم بتوجه المريض أو طالب المعونة الي حجر وضع علي جانب الضريح به فتحة علي قدر اصبع اليد فيلقي طالب معونة الولي علي جانبه ويضع إصبعه في فتحة الحجر ثم يتدحرج علي التراب ويكرر ذلك ٧ مرات، ثم بحضر جلسة الزار أهم طقوس الزيارة.
يقول مريدوه إنه الشيخ يزوج العوانس وتحمل ببركاته العاقرات ويصالح بين الأزواج، وبرد الغائببن سالمين، ويشفي الأمراض، ويكثر انتاج المحاصيل.
ويقع ضريح الشيخ محمد حبس الوحش على الطريق الدائري بالقرب من مدخل أبشواي السياحي، ويرجع تاريخ الضريح إلى ما يقرب 125 عامًا وكان موقعه حتى وقت قريب وسط الزراعات، إلى أن أنشئ الطريق الدائري فقطع الأرض الزراعية بجوار الضريح.
وهناك خرافة متداولة بين اهلي الفيوم عن سبب تسمية الضريح باسم حبس الوحش، تقول الخرافة أنه منذ أكثر من مائة عام كان أحد الرعاة يرعى غنمه بجوار ضريح الشيخ فلما أتى عليه الليل خاف الراعي على غنمه وعلى نفسه واحتمى بجوار ضريح الشيخ ونام ثم استيقظ في الصباح ليجد الذئب يجلس ساكنًا وادعًا بين الغنم فتعجب الراعي وقال: "الشيخ حبس الوحش عن الغنم"، ومن هنا اكتسب الشيخ اسمه الجديد حبس الوحش.
ويقول العامة في الفيوم: "إن زيارة الضريح تشفي من الأمراض العضوية أو مس الجن بشرط التدحرج أمام الضريح 7 مرات بكامل الجسد على التراب، بعد وضع اصبع المريض في فتحة حجر البركة.
وكان يتعاقب علي زيارة الصريح من أبناء الفيوم والمحافظات الاخري أكثر آلاف الاشخاص في يوم الجمعة من كل أسبوع، أما الآن فلا يتعدى عدد الزوار 20 زائرًا بعد أن اتسعت مدارك المواطنين وعلمت أن ما يحدث نوع من الخرافات، وألغي أهم طقوس الزيارة الذي كان يجلب الزائرين وهو "الزار".
تقول ام عمر من أحدي فري مركز اطسا "كلما شعرت بدوار أو صداع أتوجه إلى ضريح مولانا الشيخ حبس الوحش وأتدحرج السبعة أشواط فأشعر بالشفاء من الآلام بإذن الله وثقتي في كرامات الشيخ جاءت منذ أكثر من 25 سنة وقتها كنت عروسة جديدة ولم يرزقني الله بالأولاد فدلوني على حبس الوحش فأتيت إلى هنا وتدحرجت وندرت خروفًا لو رزقت بطفل وبعد أقل من 3 شهور كنت حاملًا في عمر، ومن يومها وأنا اعتاد زيارة الضريح.
أما أحد المتصوفين رفض ذكر اسمه فيقول: "آتي كل يوم جمعة لذكر الله في رحاب مولانا الشيخ محمد حبس الوحش وكثير من أهلنا المتصوفين يشاركوننا الذكر والمديح أسبوعيًا.
الشيخ علي الروبي
أقام السلطان برقوق مقام الشيخ علي الروبي سنه 875 هجرية، وكان يقام له مولد ليلة النصف من شعبان من كل عام، ويأتي مريدوه من كل محافظات مصر للتبرك بالشيخ، وطلب العون في حوائج الدنيا، والشفاء من الأمراض العضوية.
وبعد ثورة يناير ٢٠١١ الغي المولد، وتم التكفاء بالاحتفال أن بليلة النصف من شعبان فقط، واختفي المؤيدون الذين كانوا يحضرون من كل محافظات مصر، من المتصوفة.
الشيخ عطا
مقامه بقرية هوارة عدلان وملحق بالمقام بئر عميق يقصده المصابون بأمراض جلدية للشفاء بعد الاستحمام من ماء البئر، ويشاع عن البئر أن ماؤه ينضب طوال الأسبوع ولا يتدفق الا وقت صلاة الجمعة من كل اسبوع، ولا يعرف أهالي القرية متي أو كيف تم حفر البئر، وهو مبني بالطوب الاحمر ويصل عمقه أكثر من ٢٠ مترا، وينزل الي قاصدوه مربوطون بحبل سميك وطويل مثبت علي حافة البئر، وبعد أن يغطس في مياه البئر يتم رفعه من قبل أهله بواسطة الحبل.
ضريح أبو خلف
مقام الشيخ أبو خلف يقع جنوب مدينة الفيوم، وكان يقام مولده يوم شم النسيم، وتقصده السيدات العاقرات ليطلبن منه المساعدة في الإنجاب، وبعد أن امتدت البناء في ٢٠١١ بعد الثورة اختفي المقام وسط البنايات، رغم أنه مازال قائما، الا أن المواد توقف أيضا بعد الثورة.