بعد عقوبات الغرب.. روسيا تتجه بمنتجاتها الزراعية للأسواق الأفريقية
تعكف الحكومة الروسية في الوقت الحالي بالشراكة مع أطراف أخرى، على تطوير خطة عمل لاستهداف الأسواق الأفريقية بمنتجاتها الزراعية، وفق ما كشفه موقع ”مودرن دبلوماسي“ الأمريكي.
وتأتي تلك الخطوة في وقت تفيد فيه تقارير دولية بأن الاقتصاد الروسي يتأرجح على حافة التخلف عن سداد الديون والمدفوعات المستحقة عليه جراء العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، بسبب حربها ضد أوكرانيا، التي بدأت في فبراير هذا العام.
وأوضح الموقع أنه في إطار شراكة وثيقة بين المركز الفدرالي لتنمية الصادرات الزراعية التابع لوزارة الزراعة الروسية، مع شركة تراست تكنولوجيز ومجتمع خبراء الأعمال، تم وضع خطة لتنمية الصادرات من المنتجات الزراعية الروسية الرئيسة (تشمل الحبوب ومنتجات الألبان والزبدة واللحوم والحلويات ومربيات الفواكه) إلى الأسواق الواعدة في البلدان الأفريقية.
وذكر الموقع أن الخطة حددت خمس دول أفريقية لاستهدافها بالمنتجات الزراعية الروسية، هي أنجولا والكاميرون وإثيوبيا وغانا وكينيا وموريشيوس ونيجيريا وتونس وجنوب أفريقيا، حيث تمثل هذه البلدان 40٪ من سكان القارة، وثلث إجمالي الواردات الأفريقية من المنتجات الزراعية.
ولفت الموقع إلى أن الحجم الإجمالي لواردات المنتجات الزراعية للبلدان الأفريقية الخمسة بلغ في عام 2021 ما يقرب من 33 مليار دولار.
وذكر الموقع في تقرير نشره، أن الحبوب الروسية بالفعل مطلوبة وتتمتع بقدرة تنافسية في الأسواق الأفريقية المستهدفة، فضلًا عن الزيادة المتوقعة في مشترياتها.
ونظرًا لتزايد عدد السكان ومحدودية الفرص المتاحة لزيادة الإنتاج المحلي، من المتوقع أن تنمو واردات الحبوب بمقدار 8 ملايين طن من عام 2021 إلى عام 2030.
وذكر الموقع أن سوق الخبز نما في نيجيريا وكينيا وحدهما، بمتوسط معدل سنوي بلغ 38٪ خلال السنوات الخمس الماضية.
وفيما يتعلق باللحوم، تستورد البلدان الأفريقية المستهدفة من قبل روسيا مجتمعة أكثر من 1.3 مليون طن من منتجات اللحوم سنويًّا.
والدول الرائدة من حيث حجم الواردات هي جنوب أفريقيا وغانا وأنجولا.
ويقدر المحللون أن استهلاك منتجات اللحوم من المتوقع أن يزداد في العديد من دول القارة الأفريقية.
وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لشركة رينكون مانجمنت، كونستانتين كورنيف، إنه في حين أن لحوم الدواجن ستمثل الجزء الأكبر من النمو باعتبارها الأكثر تكلفة والأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، فإن النمو في العمليات والمبيعات والأرباح سيظهر أيضًا في جميع أنواع اللحوم الأخرى.
ووفقًا للتقديرات، يمكن أن تصل الإمدادات المحتملة لمنتجات اللحوم من روسيا إلى البلدان الأفريقية ذات الأولوية بحلول عام 2030 إلى 148 ألف طن.
وهناك مجال إستراتيجي آخر يتمثل في تعميق التعاون في تجارة الزيوت، وخاصة الزيوت النباتية، فمنذ عام 2016، نمت واردات الزيوت في البلدان المستهدفة أسرع مرتين من الواردات الزراعية بشكل عام، وبحلول عام 2025، ستنمو مبيعات الزيوت إلى البلدان المستهدفة بنسبة 67٪.
ويري خبراء أن هناك أيضًا إمكانية لزيادة المعروض من منتجات الألبان الروسية، حيث هناك فرص كبيرة متاحة لشحنات الحليب المجفف ومصل اللبن (شرش اللبن) والجبن والزبدة.
ووفقًا للتوقعات، سيزداد عجز الحليب في أفريقيا عام 2025 إلى 12.9 مليون طن من 8.9 مليون طن في عام 2019، وسيصل في عام 2030 إلى 17 مليون طن.
وتستورد أفريقيا حاليًّا ما قيمته 4.8 مليار دولار من منتجات الألبان، مع البلدان المستهدفة من بين أكبر 20 مستوردًا.