حكاية ثمانيني جمع آلاف الكتب داخل قرية الكمال بالدقهلية|فيديو
يعيش الشيخ الثمانيني حمدالله أبودوح عبد الحافظ، داخل حجرة صغيرة تضم آلاف الكتب والمجلات، بقرية الكمال التابعة لمركز تمى الأمديد محافظة الدقهلية، ويتمتع بإرثه الذي جمعه على مدار أعوام عمره.
حينما تطأ قدماك قرية الكمال وتسأل عن منزل “أستاذ الكتب” تجد الصغير قبل الكبير يرشدك للوصول للمكان المعروف بالمكتبة المنزلية ويقصدها الباحثون والدارسون والمقبلون على تحضير رسائل الدكتوراه، من أجل البحث عن المعلومات داخل غرفة العلم الموجودة ببيت الرجل الثمانيني.
يعرفه الكبير والصغير داخل قريته، حيث عمل مدرسا للغة العربية بالأزهر الشريف لسنوات، ويطلق عليه أهل القرية "أستاذ الكتب" ويثني على أخلاقه الجميع حيث يقدم يد العون والمساعدة للجميع عن طريق الكتب التي جمعها، على مدار سنوات من عمره.
"حمدالله أبو دوح"، يبلغ من العمر 82 عاما، مدرس أسبق بالأزهر الشريف، وتعود أصوله لمدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، وأقام بقرية الكمال التابعة لمركز تمى الأمديد ولقب باستاذ الكتب كون ارثه كتبا بدلا من الذهب والمال.
والتقت “فيتو ” بـ “أستاذ الكتب” مواليد 1940، والذي التحق بـ "الأزهر الشريف" بعد أن أتم حفظ كتاب الله" القرآن الكريم"، حيث كانت من أهم الخطوات للالتحاق بالأزهر الشريف وختم كتاب الله "القرآن الكريم"، إضافة إلى تخطى الاختبارات للقبول، والتحق بعد تخرجه للعمل معلم بالأزهر الشريف للغة العربية والقرآن الكريم، ثم خرج إلى دولة اليمن إعارة أربعة سنوات، ومن ثم توجه إلى المملكة العربية السعودية، ثم عاد مرة أخرى لأرض الوطن لاستكمال رسالته وتقديم علمه الغزير إلى أبناء الأزهر الشريف من الطلاب حتى وصوله لسن المعاش.
وقال “أستاذ الكتب” في حديثه لـ"فيتو"" “جمعت هذة المقتنيات الثمينة منذ أن كنت طالبا فى الأزهر الشريف، كنت أوفر من اموالى ومصروفى الخاص لشراء الكتب والمجلات للتعلم الدائم والإستفادة من المعلومات القيمة التى تحويها الكتب قايلا الكتب بالنسبة لي كنز اهم من المال والذهب استثمرت في العلم وشراء الكتب حتي بلغ عددها الي اكثر من 15 ألف كتيب وكتاب ومجلة في كافة المجالات، تجد الكتب والمراجع والمجلدات النادرة والمجلات، والكثير من المؤلفات القيمة لأعظم الأدباء والمؤرخين على مر العصور، والتي يرجع تاريخ البعض منها لأكثر من 100 عام”.
ووجه حمد الله رسالة مهمة للطلاب بأن يهتموا بدراستهم ويعلموا جيدا قيمة المعلم، فلولا المعلم لم ينشر العلم بين الأمم، وقال اعلم اننا بصدد عصر التحول الرقمي والرقمنة لمواكبة الأمم ولكن هذا لا يغني عن الكتاب ولابد من تربية النشأ علي التصفح والاستمتاع بالقراءة، مؤكدا أنه عاش 82 عاما وكل ما يستهويه هو الجلوس وسط الكتب والإطلاع عليها وأبنائه يساعدوه فى ترتيبها.
ويناشد “أستاذ الكتب” بالحفاظ على مقتنياته المتمثلة في آلاف الكتب ووضعها بمكتبة داخل القرية تخلد سيرته ويستفاد منها الجميع في تلقي العلم والبحث عن المعلومات.