علي ماهر باشا.. رجل الأزمات الذي شكل 4 وزارات.. وقانون الإصلاح الزراعي كتب نهايته
عرف بحنكته السياسية حتى أنه لقب برجل الأزمات ورجل المهام الصعبة، سياسي مصري شهير شغل رئاسة وزراء مصر 4 مرات قبل الثورة وبعدها فكان على ماهر باشا رئيسا لأول وزارة مصرية بعد ثورة يوليو لكنها لم تستمر سوى 44 يوما انتهت في سبتمبر 1952، ورحل في مثل هذا اليوم 25 أغسطس عام 1960 بمدينة جنيف بسويسرا.
وجاءت استقالة علي ماهر لرفضه أول مشروع إصلاحي تقدم به مجلس قيادة الثورة وهو تحديد الملكية الزراعية أو ما يعرف بالإصلاح الزراعي اعترض عليه فقام اللواء محمد نجيب بتشكيل الوزارة من جديد، لكن برئاسته.
ولد علي ماهر باشا عام 1881، لأب عسكري يتدرج في المناصب العسكرية، وهو من أعيان الشراكسة في مصر.
عمل على ماهر قاضيا بمحكمة مصر الأهلية في 1907 وحتى 1912، ورقى إلى درجة وكيل النائب العمومي وظل يشغل هذه الدرجة عامين كاملين، ثم نقل من وظيفته وكيل النائب العمومي إلى ناظر المجالس الحسبية وظل بها حتى يونيو 1919، ثم أختير ليكون عضو في لجنة الثلاثين التي كلفت بوضع الدستور، وبعد انتهاء أعمالها اختير ليكون ناظرا لمدرسة الحقوق في 1923 حتى عين وكيلا لوزارة المعارف أوائل 1924.
انضم على ماهر لحزب الوفد وشارك في ثورة 1919، انضم بعدها إلى حزب الأحرار الدستوريين، لينتقل بعدها إلى العمل الوزاري، حيث تم تكليفه بحقيبة وزارة المعارف (التعليم) في الوزارة التي شكلها أحمد زيور باشا عام 1925، ثم وزيرا للمالية في وزارة محمد محمود باشا عام 1928، ثم وزيرا للحقانية وهى وزارة العدل حاليا، في وزارة إسماعيل صدقي باشا عام 1930، حتى أصبح رئيسا للديوان الملكي 1935.
كما شغل على ماهر منصب رئيس وزراء مصر أربع مرات، كان أولها في 30 يناير 1936، العام الذى شكل فيها هيئة المفاوضات المصرية البريطانية، وأجرى فيها انتخابات عامة حرة حصل على إثرها حزب الوفد بأغلبية ساحقة في البرلمان، كما نادى خلالها بتنصيب الأمير فاروق ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد ليصبح بعدها على ماهر باشا رئيسا للديوان الملكي في أكتوبر 1937، وبمثابة مستشار للملك الشاب.
وزارة الثورة
وفي أغسطس عام 1939 شكل علي ماهر باشا وزارته الثانية والتي اندلعت خلالها الحرب العالمية الثانية، والتي عين فيها الفريق عزيز بك المصري رئيسا عامّا لأركان حرب الجيش المصري، بهدف الحفاظ على الجيش وتجنيب مصر ويلات الحرب، حتى قدم ماهر استقالته في 29 يوليو 1940 احتجاجا على التدخلات البريطانية المستمرة في الشئون المصرية، وعقب حريق القاهرة واندلاع المظاهرات ضد الإنجليز، شكل على باشا ماهر وزارته الثالثة، واستقال منها ثم عاد ثانية في 24 أغسطس 1952 بعد قيام ثورة يوليو، حيث عهد إليه مجلس قيادة الثورة بمهمة تشكيل الوزارة الجديدة ليصبح أول رئيس حكومة في عهد الثورة.
قام على ماهر بتبليغ الملك فاروق بضرورة تنازله عن العرش ومغادرته البلاد وأعطاه الإنذار، وكان في وداعه وهو يغادر مصر راكبا يخت المحروسة.
انسحاب مبكر
وفي 7 سبتمبر 1952، قبل صدور قانون الإصلاح الزراعى بيومين ـ لاعتراضه عليه ـ تقدم على ماهر باستقالته الى مجلس قيادة الثورة من الوزارة بعد 44 يوما فقط من تشكيلها، قدمت الاستقالة إلى مجلس الوصاية الذي شكل بعد تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد.