مخرج "الحب في زمن الكوليرا": جيت على حاجات كتير بحياتي علشان المسرح وربنا عوضني (حوار)
هذا هو سبب فوزنا بأفضل عرض بالمهرجان القومى للمسرح
لا بد أن نبنى مسرحًا فى كل قرية ومركز فى الأقاليم
مصر تمتلك مواهب رائعة.. والتحدى الأكبر توفير الفرص
المسرح المصرى يعود بقوة حاليًا.. والتطور طال جميع الهيئات
يملك المخرج السعيد منسى ذاكرة بصرية مختلفة ورؤية أشمل للمجتمع. هو مهندس التفاصيل بامتياز، أعماله دائمًا محل إشادات النقاد واللجان القائمة على الجوائز ولهذا فاز عرضه المسرحى الأخير «الحب فى زمن الكوليرا» بجائزة أفضل عرض فى العام الحالى ولم يقف التميز على المخرج وحده، بل حصد فريق عمل المسرحية نصيب الأسد من الجوائز الفردية.
كان المهرجان القومى للمسرح المصرى أسدل الستار عن دورته الخامسة عشرة، معلنًا فوز العرض المسرحى «الحب فى زمن الكوليرا» من إنتاج فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفنى للمسرح على جائزة أفضل عرض هذا العام، كما حصد فريق عمل المسرحية عددًا من الجوائز الفردية.
على رأس الجوائز التى حصدها فريق العرض جائزة أفضل مخرج بالمهرجان للسعيد منسى مخرج العرض، وأفضل دراماتورج لمينا بباوى، وأفضل أشعار لحامد السحرتى وأفضل موسيقى لوليد الشهاوى، كما ترشح لعدد من الجوائز الأخرى.
"فيتو" أجرت حوارًا مع السعيد منسى مخرج العرض الأفضل بالمهرجان والفائز بجائزة أفضل مخرج بالمهرجان القومى للمسرح أيضًا حيث تطرق الحديث لكواليس المسرحية والفوز بجوائز المهرجان، والحالة المسرحية المصرية وغيرها، وإلى نص الحوار:
*بداية.. نبارك لك فوزك بأفضل مخرج فى المهرجان عن "الحب فى زمن الكوليرا".. هل توقعت فوز العرض بهذه الجوائز؟
فى الحقيقة دعنى أخبرك بأن الحكاية ليست توقعًا محضًا، ولكننا فريق مسرحية الحب فى زمن الكوليرا بذلنا مجهودًا كبيرًا للغاية، وكنا مخلصين للعمل بمعنى الكلمة منذ انطلاقه قبل أشهر وليس خلال عرضه بالمهرجان القومى للمسرح المصرى فقط.
اهتمينا بأدق التفاصيل ومنذ عرضه ونحن نعدل فيه ونطوره على مدار الليالى الذى قدم فيها، والحمد لله على ما حققنا وذلك كرم من ربنا، ورد فعل الجمهور والنقاد والمسرحيين كان رائعا والجوائز كللت ذلك التعب والمجهود.
*ليست الجائزة الأولى لك، كيف كان شعورك وقت استلامها وما الذى اختلف عن جوائز سنوات بداياتك؟
أؤكد لك أن ذلك كرم الله تعالى، منذ بدايتى فى عام ١٩٩٢ بمسرح جامعة المنصورة وما أعقب ذلك من العمل بمسرح الثقافة الجماهيرية فى الأقاليم المختلفة، وقت تسلمى لجائزة المهرجان القومى هذا العام شعرت أنه بالفعل رحلتى كانت طويلة ومسيرتى لم تكن سهلة على الإطلاق والجائزة جاءت كتعويض عن سنوات من التعب والضغوط الكبيرة فى العمل المسرحى "أنا جيت على حاجات كتير فى حياتى لصالح المسرح وربنا عوضني".
شعرت أيضًا أن هذه الجائزة لكل الفرق المسرحية والأماكن التى عملت بها طوال مسيرتى واستفدت منها وأضافت لى، كما طورت من نفسى أيضًا فى رحلتى على مختلف المسارح.
*من منظور خبرتك الطويلة، كيف تقيم المسرح المصرى خلال هذه الفترة على مستوى (الدولة-الخاص-الجامعات)؟
فى وجهة نظرى، المسرح المصرى يعود بقوة حاليًا، وهناك تطور كبير يشهده بمختلف هيئاته، كما أن غالبية المسارح تعمل حاليًا، إذ كانت أكبر مشكلة يعانى منها المسرح حاجة بعض دور العرض للتطوير، وفتح دور عرض فى مختلف أقاليم مصر، ومع تطوير دور العرض سيسترد المسرح المصرى كافة عافيته.
ولا يمكننا إغفال الأزمة الكبيرة التى تعرضت لها كل القطاعات وليس المسرح فقط والمتمثلة فى وباء كورونا، وعلى الرغم من بداية التعافى حاليا، إلا أنها جعلتنا نبدأ من الأول ونبنى من جديد، والعمل والمشوار لن يكون سهلا، وهناك تنوع كبير فى العروض المسرحية بمختلف القطاعات ولكن لا بد أن نبنى مسرحا فى كل قرية ومركز فى الأقاليم "المسرح يعلم الرقى.. ويساهم فى تعزيز مبادئ الجمهور وهذا ما نحتاجه بالفعل حاليا".
*فريق «الحب فى زمن الكوليرا» أغلبه من المواهب الشابة.. ما رأيك فى الكوادر والمواهب المتواجدة على الساحة المسرحية الآن؟
قولا واحدا مصر تمتلك العديد من المواهب الشابة فى كافة مجالات المسرح من تمثيل وإخراج وديكور وكتابة وإضاءة وغيرها سواء من طلاب المعهد العالى للفنون المسرحية أو مواهب الثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة والفرق المستقلة، ولكن التحدى هو كيفية خلق فرصة لتلك المواهب للتعبير عن نفسها، وخلق الثقة فى نفوسهم فى أعمالهم واجتهاداتهم، ليكونوا بمنزلة خط الدفاع الأول والمواجه لأى تفكير متطرف أو هدام، والحقيقة أنى شرفت بالعمل مع فريق مسرحية الحب فى زمن الكوليرا، جميعهم موهوبون ومجتهدون وبذلوا مجهودا حقيقيا كان دافعه الأول حب المسرح.
*بماذا تنصح القائمين على إدارة فرق وجهات المسرح المصرى لدعم شباب الموهوبين؟
أعتقد أن شباب المسرح يحتاج للتعلم والتدريب ومعرفة ما ينقصه وما يحتاج لتطوير نفسه فيه، لديهم الحماس الكافى للتعلم ويحتاجون للشعور بأن المستقبل لهم وأنهم سيحققون فى يوم ما يريدون، وهناك العديد من المسرحيين والمخرجين من الممكن أن يساهموا فى تطوير الشباب من خلال ورش التدريب وغيرها والعمل على إتاحة الفرص الفنية والمسرحية إمامهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم.
*هل هناك مشروع جديد تعمل عليه فى الوقت الحالي؟ وما خططك المستقبلية؟
حقيقة حتى الآن لا يوجد مشروع معى، ولكنى سأستريح قليلًا وأقضى إجازة قصيرة بعد عمل استمر قرابة العامين فى المسرح متواصلين دون توقف، وبعد ذلك سأعود للمسرح من جديد، وأتمنى من الله تعالى أن يوفقنى فى خطواتى القادمة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…