جمال شعبان يحدد سبب الأرق وقلة النوم بعد الإصابة بالعدوى البكتيرية
كشف الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب السابق، عن سبب الأرق وقلة النوم، المصاحبة للإصابة بعدوى الميكروبات، مؤكدًا أن العدوى البكتيرية تصيب الجسم بحالة معقدة جدًا، تتم من خلال سلسلة من التفاعلات لحين وصول قوات المناعة الجسدية وتحضير أسلحتها.
سبب الأرق وقلة النوم
وكتب الدكتور جمال شعبان تدوينة على الفيس بوك: "ليه بنسخن وحرارة جسمنا بترتفع ونصاب بالأرق ويقل النوم لما بنصاب بعدوي بميكروب؟ (كمثل الجسد إذا اشتكي منه عضوٍ تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي) حديث شريف".
وقال جمال شعبان: "تداعي سائر الجسد ليس معناها كل الجسد ولكن معناها عملية استدعاء recruitment الجزيئات السائرة circulating immune cells and inflammatory mediators وهي عملية باثوفسيولوجية غاية في التعقيد تتم من خلال سلسلة من التفاعلات لحين وصول قوات المناعة الجسدية وتحضير أسلحتها".
وعن استجابة الالتهابات وعملية الشفاء قال جمال شعبان: "فالاستجابة الالتهابية الحادة Acute inflammatory response هي استجابة ضرورية ووقائية في الأنسجة، والتي قد تنجح عند التعافي في استعادة الأنسجة إلى حالة ما قبل الإصابة Healing and remodeling".
الأمراض والمتلازمات
وعن الشفاء من الأمراض والمتلازمات أضاف جمال شعبان: "من ناحية أخرى، هناك العديد من الأمراض والمتلازمات التي تنتج فيها الاستجابة الالتهابية نتائج سلبية وأحيانًا تهدد الحياة MODS Multiorgan Dysfunction Syndrome في sepsis، يبدو أن الاستجابة الالتهابية تقع في الفوضى الخلاقة، مما تسبب في ظهور مجموعة متنوعة من السيتوكينات المسببة للالتهاب بشكل منهجي قد تنتج عنها Cytokine Storm مدمرة".
وتابع شعبان "تتسبب الوسطاء الالتهابية cytokines في التعبير عن جزيئات التصاق الأوعية الدموية adhesion molecules التي تسهل تجنيد واستدعاء وتداعي (تداعي له سائر الجسد) كرات الدم البيضاء وخاصة العدلات neutrophils".
وقال شعبان: "الإصابة الناجمة عن الاستجابة الالتهابية ترجع إلى إنتاج الخلايا البلعمية phagocytes للأكسدة والبروتياز، إن تحفيز الخلايا البلعمية من NF-κB هو أمر أساسي لتوليد الوسطاء الالتهابيين يتم تنظيم الاستجابة الالتهابية بشكل طبيعي من خلال مجموعة متنوعة من العوامل الداخلية، بما في ذلك IL-10 وIL-13. تقوم هذه ILS بقمع الاستجابة الالتهابية عن طريق منع تنشيط NF-κB. تشير البيانات إلى أن النهج الجديد لتثبيط الاستجابة الالتهابية سيكون لقمع تنشيط NF-κB في الجسم الحي (بالسهر والحمي ).
ارتفاع درجات الحرارة والسهر
وأضاف "الباء هي باء المصاحبة أي أن السهر وارتفاع الحرارة هي عوارض مصاحبة لكنها جزء من خطة مقاومة العدوي ويحدث الأرق تغيير النوم (السهر والحمي).. أثناء العدوي أو الالتهاب حيث يختل نشاط جزيئات الإشارة المناعية في الدماغ التي تتفاعل مع الأنظمة الكيميائية العصبية للمساهمة في الظروف الطبيعية في تنظيم النوم الطبيعي Sleep rhythm cycles".
وتابع جمال شعبان: "أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التفاعلات بين جزيئات الإشارة المناعية (مثل السيتوكين إنترلوكين 1) والأنظمة الكيميائية العصبية في الدماغ (مثل نظام السيروتونين) يتعاظم نشاطها أثناء الإصابة مما يشير إلى أن هذه التفاعلات قد تكمن وراء التغيرات في النوم التي تحدث أثناء العدوى."
واختتم جمال شعبان قائلًا: "لماذا يجب أن يجعلنا الجهاز المناعي ننام بشكل مختلف عندما نكون مرضى؟ يبدو أن التعديلات في هندسة النوم أثناء العدوى مصممة بشكل رائع لدعم توليد الحمى( السخونية)، والتي بدورها تضفي قيمة البقاء بمحاولة مقاومة نشاط الڤيروس بتوفير بيئة غير مواتية لنشاطه"