السياحة الدينية الكنز المفقود.. أهم المزارات الإسلامية المنسية بالفيوم | صور
أفسدت الأيدي العابثة بمحافظة الفيوم المساجد والمنشآت الإسلامية الأثرية، التي تعود إلي عصر دخول الإسلام لمصر، ساعد علي ذلك انتشار الآثار الاسلامية في كل قرى ومدن الفيوم، وتسبب العابثون في إتلاف بعضها كما حدث مع قناطر اللاهون، والباقي من الآثار الاسلامية والمزارات الدينية سقطت من الخريطة السياحية، فتحولت الفيوم إلى محافظة مجهولة الهوية بعد أن كانت الاولى في السياحة الداخلية.
سد اللاهون
يعرف تاريخيا باسم سد اللاهون وتم بناؤه من الحجر الصلب عند قرية اللاهون مدخل بحر يوسف، لتقليل اندفاع تيار مياه الري إلى منخفض الفيوم، ويتكون سد اللاهون من قنطرتين منفصلتين، بناهما الظاهر بيبرس عند مدخل الفيوم من الناحية الجنوبية، ويبلغ طول واجهته 21 مترًا، وتم ترميمه في عهد السلطان الغوري الذي زار الفيوم عام 1512 ميلادية.
لاحظ الغوري تآكل أحجار قناطر اللاهون فأصدر أمرًا بترميمه، وظل حتى ثورة٢٠١١، وردم الأهالي المحري المائي أمام القنطرة الأولى وأصبحت الآن مغلقة تماما، واستولوا على حرم بحر يوسف وشيدوا عليه المحال التجارية والمنازل والمقاهي، بعد تحويل مجرى بحر يوسف من قناطر بيبرس إلى القناطر الجديدة التي تم إنشاؤها بمنحة يابانية فرنسية لإمكانية توليد الكهرباء من انحدار المياه وتوليد 50 ميجا وات.
ويحتاج سد اللاهون إلى تدخل وزارة الآثار لإعادته إلى سيرته الأولى، وإزالة كل ما بناه الأهالي فوق القنطرة وأمامها، لما يشكله من خطورة على جسم المبنى مما يؤدي إلى انهياره.
مساجد العصر الإسلامي
ويوجد بمحافظة الفيوم أهم مسجدين في تاريخ الحضارة الإسلامية في المحافظة، وهما المسجد المعلق ومسجد قايتباي وهما من أهم معالم الفيوم.
ومسجد قايتباي واحد من أهم الآثار الإسلامية في محافظة الفيوم، ويقع أقصى الطرف الشمالي الغربي من مدينة الفيوم على ضفاف ترعة بحر يوسف، ويرجع إلى عصر الدولة المملوكية، وأقامته خوند أصلباي زوجة السلطان قايتباي، على قنطرة خوند أصلباي (قنطرة باب الوداع حاليًا) في القرن الخامس عشر (عام 1476 ميلادية).
تم تصنيع منبره بطريقة يمكن فكها وتركيبها، ومطعم بسن الفيل الذي استورد خصيصًا له من الصومال وبه تحف أصلية كالباب ودكة المقرئ، وكان الجامع قديمًا يقع نصفه الشمالي الغربي على بحر يوسف فوق قنطرة بفتحتين، غير أنه في سنة 1887 ميلادية، تصدع هذا الجزء وانهار نصفه المقام على القنطرة 1862 ميلادية.
وطالت الأيدي العابثة المسجد حتى أن سائقي سيارات الكارو والحنطور اتخذوا من جواره موقفًا لهم، كما أن المياه الجوفية أدت إلى هبوط أرضي بالمسجد وشروخ بالحوائط، مما أجبر الأهالي على ترميمه بالجهود الذاتية وبإشراف هيئة الآثار بالفيوم.
أما المسجد المعلق فقد بناه الأمير سليمان بن حاتم، حاكم البهنساوية والفيوم عام (996 هجرية – 1576 ميلادية).
وتطل الواجهة الرئيسية للمسجد على ترعة بحر يوسف بمدينة الفيوم، وبني على طراز الأزهر على ربوة عالية، ولأن المسجد يقع وسط كتلة سكنية مزدحمة بالمحال التجارية والسيارات فإن الأدخنة وعوامل الزمن أثرت على مبنى المسجد، مما أدى إلى إغلاقه في وجه المصلين حتى تم ترميمه أيضًا بالجهود الذاتية، ومازال المسجد يحتاج إلى عمليات ترميم بأسلوب علمي حتى تتم إعادتة إلى ما كان عليه، وحتى لا يفقد طرازه الإسلامي الذي شيد عليه.
قناطر خوند أصلباي
تم انشاؤها في القرن التاسع الهجري، وشيدتها خوند أصلباي زوجة السلطان قايتباي عام 1894 ميلادية، ويعرفها العامة بقنطرة باب الوداع، وتؤدي إلى مقابر المدينة، وتعرضت إلى التلف بفعل عوامل الزمن وضعف عمليات الصيانة.
قبة ومأذنة الروبي
ويقع مسجد الشيخ علي الروبي بشارع الصوفي، وأمر ببنائهما السلطان برقوق عام 893 هجرية تكريمًا للعابد الناسك الشيخ علي الروبي الذي استوطن الفيوم، وكان يمتد نسبه إلى العباس (عم الرسول صلى الله عليه وسلم) وبنيت القبة من الطوب اللبن كما بنيت المئذنة على طراز إحدى مآذن الأزهر الشريف.
وجدده الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة (1120 هجرية – 1780 ميلادية) ويعتبر مسجد الروبي مزارًا للآلاف من مريديه الذين يتوافدون عليه من منتصف شهر شعبان حتى آخر شهر رمضان ويقيمون به الولائم للفقراء والمحتاجين، ويحتاج المسجد إلى الصيانة الدورية المستمرة لكثرة مرتاديه الذين يؤثرون على الأرضيات والميضة، كما أن الرطوبة بالأرضيات أدت إلى تساقط بعض طبقات البلاط في أسفل الجدران.
وكالة المغاربة
وتقع وكالة المغاربة بشارع القصبة (سوق القنطرة) بمدينة الفيوم، وهي ذات بوابات خشبية وصحن أوسط به دكاكين، ويعلوها خان للتجار المغاربة وتعتبر مركز الفيوم التجاري القديم.