المزارات القبطية.. السياحة الدينية كنز الفيوم المفقود
تعتبر محافظة الفيوم من أغنى محافظات مصر بالسياحة الدينية، فهي غنية بمعالم قديمة ومزارات مسيحية وإسلامية، وينظم لها على مدار العام كثير من الاحتفالات والطقوس الدينية، التي تجتذب الزائرين من كل محافظات مصر، وبعضها يهواه الزائرون من معظم دول العالم خاصة الطقوس والمناسبات القبطية.
ويحكي خلال هذه الرحلة تاريخ المزار السياحي سواء كان مسيحيًّا أم إسلاميًّا، من خلال تنظيم طقوس دينية وأناشيد وتراتيل وموشحات وقصص وتاريخ يحكي عن المزار وحكايات عن صاحبه.
كما أن لها تذكاراتها وهداياها ومعارض وأسواق، تقام على هامش كل حدث، لكن أغلب زوار هذه المزارات يظلون حبيسين في موقع الحدث، لا يغادرونه مدة إقامتهم، فلا توجد برامج تظهر ما حولهم من جمال طبيعي يتنوع بين بحر ونهر وجبل وسهل وحقول وبساتين.
ولا يجد فرصة التعرف على المكان ومعالمه وسكانه وإبداعاتهم وصناعاتهم البيئية وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم ولو تحقق ذلك لاستفادة المحافظة من هذا الكم الكبير من الزوار، ووجدت صناعة التذكارات الدينية والصناعات المحلية انتعاشا ووجدت خدمات الإقامة والضيافة رواجا ينتعش الدخل المحلي في المخافظة وتنشط السياحة الدينية الداخلية.
مقاصد مسيحية
وهناك أيضا المقاصد المسيحية الحديثة ذات التصاميم الرائعة وأخرى أثرية قديمة ولكل معلم منها تاريخه وأهميته واحتفالاته وطقوسه ورواده وما يحويه من نفائس وأيقونات فنية.
يمكن أن يستفاد منها سياحيا بل وتستحق أن توضع في صدارة قوائم الجذب السياحي، وتسهم في دعم الدخل القومي، فقط مطلوب إعدادها للزيارة ودعم خط السير الموصل إليها بالخدمات وتوفير أماكن الإعاشة والإقامة لاستيعاب الزائرين كما تحتاج لإدراجها في قائمة المقاصد السياحية.
دير الملاك
من هذه المقاصد دير الملاك الذي يعتبر الدير الوحيد في مصر الذي يحمل اسم (الملاك غبريـال)، وذكرته المراجع التاريخية وسجل التاريخ دوره في بداية الرهبنة في القرن الرابع منذ 356 ميلادية، كما يفتخر جبل النقلون أن في أحضانه الدير الذي حمى المسيحيين الأوائل من اضطهاد الروم، ولا تزال المغارات التي كان يلجأ إليها المسيحيون الأوائل في فترة الاضطهاد الروماني للمسيحية قائمة.
إضافة إلى ما به من مقتنيات نادرة وأيقونات فنية رائعة ترجع إلى سنة 1573 ميلادي، كما يضم الدير رفاة عدد من الشهداء الأوائل الذين قتلوا على أيدى الرومان، بالإضافة إلى الأثاث الكنسي القديم وما تحتفظ به أرجاؤه من مقتنيات تاريخية لا توجد في مكان آخر.
كنائس الدير
ويضم الدير كنيستين هما، كنيسة الملاك غبريـال الأثرية وهي كنيسة الدير الرئيسية، وقد بنيت في القرن الرابع الميلادي ويوجد بعض رسوم الفريسكو الجدارية التي ترجع للقرنين التاسع والعاشر، وأربع أيقونات أثرية نادرة مرسومة على قماش من الكتان ملصق على الخشب، وكنيسة الملاك ميخائيل، التي تم تكريسها في القرن الخامس عشر الميلادي.
موقع الدير
أقيم الدير عند جبل النقلون بالقرب من عزبة قلمشاه على ربوة صخرية ترتفع عن الأرض بمقدار 100 متر، ويطلق عليه بعض الأقباط اسم دير( أبو خشبة)، وترجع هذه التسمية إلى أن خشبة الصليب المقدس التي صلب عليها المسيح قد قسمت على الكراسي الخمسة أيام الإمبراطور قسطنطين وقد وضع الجزء الخاص بكنيسة مصر بدير الملاك غبريال مع مجيء البابا بنيامين الـ38 إلى إلى إيبارشية الفيوم، ومن هنا جاء اسم أبو خشبة.
الدير المنحوت
ويقع الدير المنحوت في منطقة وادي الريان، وأنشأ منذ أكثر من 500 سنة، ويضم 24 راهبا فقط ويتبع جغرافيا الفيوم، وكنسيًّا أسيوط، ولا تعترف الكنيسة المصرية بتبعية الدير المنحوت لها، وكان للدير المنحوت صراع طويل استمر سنوات مع الدولة بسبب شق طريق الواحات الجديد، من داخل الأراضي التي ضمها الرهبان إلى الدير خلال أحداث يناير 2011.
دير العزب
ويرجع إلى العصر الروماني، ويقع بقرية العزب، ويعرف باسم دير السيدة العذراء مريم والشهيد أبي سيفين وسمي بدير القديس الأنبا إبرام لوجود جسد القديس الأنبا إبرام فيه.
ويضم الدير كنيستين ومزار الأنبا إبرام ومتحفًا كنسيا، بالإضافة إلى كنيسة السيدة العذراء التي سمي باسمها الدير.
كما يضم 5 كنائس، "العذراء، الأنبا بيشوي، الشهيد أبو سيفين، الأنبا إبرام، الأنبا صموئيل، ويوجد بالدير قلايات للرهبان ومكتبة وحديقة وبيت للمكرسات ومبنى للخدمات والمؤتمرات.
ويضم الدير رفات القديسين، يوحنا المعمدان، مارمرقس الرسول، أبو سيفين، الشهيد مارجرجس الروماني، دميانة، مارمينا العجايبى، سمعان الدباغ، مارجرجس المزاحم، ميخائيل البحيرى المحرقي تلميذ الأنبا إبرام، صليب الجديد، الأنبا أبللو تلميذ القديس الأنبا صموئيل المعترف، والقمص ميخائيل الطوخي، والشهيدة بربارا، والشهيد يوحنا الهرقلي والقمص عبد المسيح المناهري، أجزاء من رفات شهداء الفيوم، وشهداء إخميم والشهداء الخمسة وقديسي السيدة العذراء بالمعادي، وتلميذ القديس توماس السائح،وعقلة إصبع القديس سيدهم.
دير سنورس
يقع في مدينة سنورس على مسافة نصف كيلو متر غرب طريق القاهرة الصحراوي وسط المدينة ولم يتبقى منه إلا جزء من الكنيسة القديمة تلاصقها أخرى حديثة ترجع إلى نظارة المعلم سيد سنة 1890م.
دير أبو اللـيف
ويقع شمال بحيرة قارون على بعد 2 كيلو متر شمال غرب قصر الصاغة في اتجاه آثار ديمية السباع، وقد تبقت منه مغارتان في الجبل بها سبع كتابات قبطية ويرجح أن يكون الدير كان مستعملًا في القرنين السابع والتاسع الميلاديين.
دير الحامـولي
يقع غرب الفيوم على بعد 27 كيلومتر من طريق أبشواي التي تبعد 16 كم عن الفيوم ومنها إلى النزلة ثم الحامولي وبه أطلال أثرية.
دير الشهيد تاوضروس
ويقع شمال قرية دسيا التي تبعد 6 كيلومتر غرب الفيوم وقد جددت الكنيسة التابعة للدير في عهد الأنبا إبرام أسقف الفيوم في القرن ( 18-19).
دير أبو سيفين بفيديمين
من الكنائس ذات الاثنى عشر قبة، وتقع فيديمين على مسافة 12 كيلومتر من الفيوم في طريق السيليين وسط القرية والدير من كنائس القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي.