بعد 6 أشهر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.. كيف تحولت كييف من الدفاع إلى الهجوم؟
نقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن جنرال متقاعد أمريكي قوله إن روسيا أصبحت الآن في موقف ”الدفاع“، بينما أصبحت أوكرانيا ”هي من تتحكم في اختيار مكان الهجوم“، وذلك بعد ما يقرب من ستة أشهر على إجبار كييف على البقاء في الوضع الدفاعي.
وقال الجنرال المتقاعد، مارك هيرتلنج”كانت أهداف روسيا المبكرة في الحرب تتجاوز قدرتها، ولم يساعدها الآن تقليلها. أما الآن، فقد أصبحت روسيا قي موقف الدفاع ضد أي هجوم أوكراني محتمل، بالإضافة إلى حرب عصابات موسعة.“
ووفقا للمجلة، أضاف هيرتلنج ”القوات الروسية الموجودة على الأرض أثبتت أنها ضعيفة القيادة، وسيئة التدريب، بالإضافة إلى تآكل معنوياتها. إنها غير قادرة على تنفيذ (عمليات الأسلحة المشتركة) في أوكرانيا، وهي عبارة عن مزيج من المشاة والدبابات وقوى النيران الهجومية والدفاعية والطيران والمخابرات.“
عاصفة الصحراء
وتابع ”دخلت روسيا في هذه المعركة معتقدة أنها تستطيع تنفيذ هجوم شبيه بعاصفة الصحراء والذي سينتهي في غضون أيام قليلة. كان هذا وهميا. كانوا يفتقرون إلى القيادة والتدريب والمعدات للقيام بذلك. نظرًا لثقافة وأنظمة روسيا الاتحادية، فهم غير قادرين على إصلاح هذا.“
وفي السياق ذاته قال مسؤولون روس وأوكرانيون: إن انفجارات جديدة دوَّت في شبه جزيرة القرم التي ضمَّتها روسيا من أوكرانيا، وأن صاروخًا أصاب منطقة سكنية من بلدة في جنوب أوكرانيا، ليست بعيدة عن محطة للطاقة النووية، مما أدى إلى إصابة 12 مدنيًّا.
وقال المسؤولون الأوكرانيون: إن هذه الضربة الروسية بالقرب من محطة بيفدينوكراينسك النووية، التي تعرف أيضًا بمحطة جنوب أوكرانيا، وقصفًا جديدًا بالقرب من محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، أثارا مخاوفَ جديدة من وقوع حادث نووي خلال الحرب.
وفي شبه جزيرة القرم قال الحاكم المعين من روسيا، والذي لا يعترف به الغرب: إن طائرة مسيَّرة قصفت مبنى بالقرب من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود صباح أمس.
وقال الحاكم ميخائيل رازفوجاييف على تيليجرام: "طائرة مسيَّرة حلَّقت فوق السطح.. تم إسقاطها فوق مقر الأسطول مباشرة، سقطت على السطح واحترقت.. فشل الهجوم".
وأصدر رازفوجاييف لاحقًا بيانًا آخر على تيليجرام، قال فيه: إن النظام المضاد للطائرات في المنطقة تم تشغيله مرة أخرى وطلب من السكان التوقف عن تصوير ونشر لقطات تظهر طريقة عمله.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن انفجارات وقعت في بلدات قريبة، من بينها منتجعات يفباتوريا وأولينيفكا وزاوزيورنوي.
حرائق في جزيرة القرم
ووقعت انفجارات واندلعت حرائق في شبه جزيرة القرم في الأسبوع الماضي من بينها انفجار في قاعدة جوية روسية يبدو أنه دمر أعدادا كبيرة من الطائرات وفق صور التقطتها الأقمار الصناعية.
ولم يدل المسؤولون الأوكرانيون بأي تعليقات، وقال محللون إن الجيش الأوكراني تمكن من شن هذه الهجمات بفضل المعدات الجديدة التي حصل عليها، وتوقعوا حدوث المزيد من الهجمات.
وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل غير مباشر إلى الأحداث في شبه جزيرة القرم في خطابه الليلي المصور، قائلًا إن هناك ترقبًا في شبه الجزيرة قبيل الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لاستقلال أوكرانيا عن الحكم السوفيتي والتي تحل الأسبوع المقبل.
وفي ماريوبول، المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي سيطرت عليها روسيا بعد قصف استمر أسابيع، قال مسؤولون: إن رئيس بلدية المدينة المعين من روسيا قنسطنطين إيفاشتشينكو نجا من محاولة اغتيال.