رئيس التحرير
عصام كامل

هستريا أردوغان أطاحت بحلم الدولة الكرتونية.. خليفة"أربكان"يعاني من حالة نفسية سيئة لتخلي أمريكا عن مرسي.. 3 هزائم واجهت الخليفة العثماني داخل وخارج تركيا..حكومة أردوغان حولت مصر لاختبار مخلفات سياستها


يعاني رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، من حالة نفسية سيئة، نتيجة لإخفاقه في التعامل مع انتفاضة الشعب التركي التي اندلعت ضده مؤخرًا والمعروفة إعلاميًا بـ"أحداث تقسيم"، إلى جانب عزل الرئيس مرسي من حكم مصر - ذلك ما أكده تقرير المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي.


وتوصل أحد الدبلوماسيين العرب المقيمين في إسطنبول منذ أكثر من عشرة أعوام، في قراءته -وعن قرب- للوضع التركي وخاصة المشهد السياسي خلال الأسابيع الأخيرة، توصل أحد الدبلوماسيين العرب، إلى أن حكومة طيب أردوغان- " المنتمية للإخوان"- واجهت ثلاث هزائم على الصعيد الداخلي والخارجي قد تؤثر على مستقبلها ووضعها.

وأكد أن الهزيمة الأولى تتمثل في سقوط مشروعها في مصر، والذي فسر من قبل أوساط حزب العدالة والتنمية، بأنه هزيمة كبيرة للحزب وحكومة أردوغان نتيجة لتأثيراتها على الوضع التركي.

وأشار التقرير إلى أن هذه التداعيات لها عدة محددات، الأول: تأثير سقوط سلطة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي على وضع حزب العدالة والتنمية، المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين، وعلى الحركة نفسها، حيث كانت تسعى تركيا لأن تمسك بيدها بزمام القيادة.

وأضاف التقرير أن سقوط مرسي ستكون له تداعيات على وضع الحزب وعلى حركة الإخوان المسلمين، نظرًا لأهمية الساحة المصرية، ولموقع حركة الإخوان المسلمين في مصر التي تعتبر الحركة الأم.

أما عن التداعيات الاقتصادية فحكومة طيب أردوغان، ومنذ تولي الإخوان المسلمين السلطة في مصر قبل عام، ضخت أموالًا تقدر بثلاثة مليارات دولار إلى مرسي كودائع، هذا بالإضافة إلى استثمارات تركية حولت الساحة المصرية إلى مجال حيوي للنشاط الاقتصادي التركي في مصر.

أما التداعيات الأمنية والإستراتيجية على تركيا فأكد التقرير أن مصر، في عهد الرئيس مرسي وحزب الحرية والعدالة، انضمت إلى المحور التركي القطري والأردني والخليجي في مواجهة سوريا، عن طريق إرسال السلاح والمقاتلين، بعد أن أعلن الرئيس المعزول محمد مرسي في اجتماع لقيادة الإخوان المسلمين قراره بقطع العلاقات مع سوريا ودعم المسلحين بالسلاح والرجال ثم دعوة الدول الغربية للتدخل العسكري في سوريا، وخسارة مصر تعني خسارة استراتيجية كبيرة، فقدان حليف وعمق إستراتيجي إيديولوجي وإستراتيجي واقتصادي لتركيا، والهزيمة الثانية لأردوغان وهي هزيمة داخلية، ليؤكد التقرير أنه رغم الغطرسة والتعجرف التي كانت في مفردات خطاب أردوغان في تعاطيه مع المعارضة، فإنه اضطر في الآونة الأخيرة لأن يستجيب وبشكل مهين، وينزل عند رغبة المحتجين وهذا لا يعني أن حركة الاحتجاج وإن تراجع زخمها ستتوقف.

وبحسب ذلك الدبلوماسي فإن ما حدث في مصر أطلق هبات قوية من الرياح باتجاه تركيا من مصر، فراح تتردد لدى الرأي العام في الشارع وفي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصوات تدعو إلى إقامة حركة تمرد، على غرار الحركة المصرية في تركيا من أجل إسقاط نظام حركة الإخوان المسلمين في تركيا.

أما الهزيمة الثالثة لأردوغان تتمثل في فشل اتفاق الهدنة الذي وقعته حكومة أردوغان مع حزب العمال الكردستاني وأعقبه وقف لإطلاق النار، لكن في الفترة الأخيرة بدأ حزب العمال الكردستاني يدرك أن حكومة أردوغان تحاول استغلال هذا الاتفاق في مواجهة المعارضة الداخلية، والتطور الأخطر في هذا السياق هو اختيار "جميل باييك" زعيمًا للجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني وهو المعروف بتشدده ويرفض أي مهادنة مع تركيا أو هدنة ويتبنى الخط التصعيدي مع تركيا.

وأشار التقرير إلى أن هذه الهزائم أو هذه النتائج الوخيمة لسياسة أردوغان تحولت في الأيام الأخيرة إلى هاجس، بل إلى أشد بواعث القلق خاصة بعد أن صدرت تصريحات في دول غربية وخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، تهاجم تركيا وتتهم حكومتها بالدكتاتورية، والقمع والإقصاء وهو ما سيبدد حلم أردوغان بالانضمام إلى الاتحاد الأوربي.

المصدر الدبلوماسي المضطلع في الشأن التركي -دراسة ومعايشة- لاحظ أن طيب أردوغان يعاني من حالة نفسية سيئة، نتيجة لهذه الأحداث والتطورات، ومنها بل وأهمها الموقف المتذبذب للإدارة الأمريكية من الأحداث في مصر، تأييدها لنظام مرسي خلال سنة من حكمه وإقامة أفضل العلاقات معه ثم التخلي عنه وظهور مؤشرات على استعدادها للتعاطي مع النظام الجديد الذي تصفه حكومة أردوغان بالانقلاب العسكري.
الجريدة الرسمية