أزمة الطاقة.. روسيا تبني آمالا على الشتاء لتفعيل "سلاح الغاز"
تعول روسيا على فصل الشتاء المقبل، للحفاظ على بريق الغاز الطبيعي الذي تنتجه، وإبقاء لمعانه حاضرا في عيون دول الاتحاد الأوروبي.
وبدأت دول الاتحاد الأوروبي محاولات خفض تدريجي للاعتماد على روسيا كمصدر للغاز الطبيعي، في رد فعل على الحرب الروسية الأوكرانية.
وتبني روسيا آمالا كبيرة على تغيرات الطقس وتطرفه في الشتاء في منطقة المحيط الأطلسي، لعرقلة وصول الغاز الطبيعي الأمريكي إلى دول الاتحاد الأوروبي.
حركة الملاحة البحرية
ويشهد المحيط الأطلسي في الشتاء أحوالا جوية متطرفة تعرقل حركة الملاحة البحرية التجارية، والتي طالما أخرت أو ألغت رحلات تجارية بحرية بين غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة الأمريكية.
والشهر الماضي، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم خلال النصف الأول من العام 2022، بينما زادت البلاد الإمدادات إلى أوروبا وسط أزمة أوكرانيا.
وأضافت الوكالة الحكومية، أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ارتفعت 12% إلى متوسط بلغ 11.2 مليار قدم مكعبة يوميا في النصف الأول من العام مقارنة مع النصف الثاني من العام 2021.
وساعدت زيادة طاقة تصدير الغاز المسال وارتفاع الأسعار والطلب، خصوصا من أوروبا، في دعم الصادرات.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، ذهبت حوالي 71% من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مدار الأشهر الخمسة الأولى من العام.
واعتبارا من سبتمبر من كل عام، تشهد ولايات رئيسة في إنتاج النفط والغاز الطبيعي، أعاصير شديدة، عرقلت خلال سنوات ماضية إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي.
بينما في شهور الشتاء، تعرضت ولايات مثل تكساس -المنتج الرئيس للطاقة- لدرجات حرارة وصلت إلى سالب 10 درجات مئوية عرقلت كذلك إمدادات الولايات من مصادر الطاقة، فكيف سيكون حال الإمدادات لدول الاتحاد الأوروبي.
بينما تشتعل أوروبا في موجة الحر الحالية، يعمل بعض قادتها على تأمين موردي غاز جدد لمحاولة ضمان استمرار التدفئة هذا الشتاء، حيث تجبر الحرب في أوكرانيا القارة على مواجهة اعتمادها على الغاز الروسي.
لكن المحللين يحذرون من أن مصادر الغاز الجديدة لن تحل المشكلة؛ مما يعني أنه لن يكون أمام الأوروبيين خيار سوى خفض استهلاكهم للطاقة.
ولمدة 10 أيام في منتصف يوليو، توقف الغاز الروسي عن التدفق إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، قبل أن يتم استئناف التصدير.
وتستخدم الدول الأوروبية غازا في الشتاء أكثر بكثير مما تستخدمه في الصيف؛ ففي خلال الأشهر الأكثر دفئا، يشترون الغاز لتخزينه.
ويقوم مستوردو الغاز الأوروبيون الرئيسيون بتخزين الغاز في الكهوف والتجاويف الطبيعية تحت الأرض وفي البحر، ثم يسحبون الاحتياطيات حسب الحاجة أثناء الطقس البارد.
وحتى اليوم لم تتجهز دول أوروبا للشتاء المقبل، إذ ما تزال احتياطات الغاز 68% من إجمالي السعة التخزينية، وهي كمية لا تكفي حاجة دول التكتل لأكثر من 4 شهور.
وما تزال ألمانيا تحصل على 35% من احتياجاتها من الغاز من روسيا - انخفاضا من 55% قبل حرب روسيا وأوكرانيا؛ بينما فرنسا أقل اعتمادا لكنها ما تزال مكشوفة، حيث تستورد 17٪ من غازها من روسيا.