رئيس التحرير
عصام كامل

خفض إمدادات الغاز.. بوتين ينتقم من دول أوروبا بعاصفة الشتاء

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

وسط العديد من الأزمات الاقتصادية التي تهاجم أوروبا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، إلا أن أزمة إمدادات الغاز الروسي باتت تؤرق القارة العجوز بأكملها مما ينبئ بشتاء قارس البرودة بسبب تخفيض استهلاك الغاز بنسبة 15%.


وتواصل أسعار الغاز الطبيعي صعوده الصاروخي في أوروبا، إذ تخطى اليوم الثلاثاء، حد 2000 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ شهر مارس الماضي.


إجراءات طارئة

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، على إجراءات طارئة لتقليل استخدامها للغاز في الشتاء المقبل، في وقت تواجه فيه أوروبا غموضا يتعلق بإمدادات الغاز من روسيا في الشتاء.

 

وكتبت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على تويتر: "لم تكن هذه مهمة مستحيلة.. الوزراء توصلوا إلى اتفاق سياسي بشأن خفض الطلب على الغاز قبل الشتاء المقبل".

وناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي مشروع قانون أوروبي يطالب الدول الأعضاء بخفض الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 15 % في الفترة من أغسطس وحتى مارس.

وقد يستلزم ذلك خطوات طوعية لخفض استهلاك الغاز، نتيجة لانخفاض المخزون، وهو ما يشكل حافزا لفرض خطوات إلزامية تالية في أنحاء الاتحاد المكون من 27 دولة.


خفض الإمدادات

فبعد إعلان عملاق النفط الروسي، شركة غازبروم، عن تخفيض صادرات الغاز الطبيعي عبر خط نورد ستريم  إلى 33 مليون متر مكعب، سادت حالة من الذعر والتخبط في أوروبا.


وكان "غازبروم" قد أعلن أمس الاثنين خفض الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى 20 % من قدرته الاستيعابية، مما عزز المخاوف من استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغاز لمواجهة معارضة  دول أوروبا للحرب في أوكرانيا.

وقال وزير الصناعة التشيكي جوزيف سيكيلا، الذي يتولى أيضا وزارة الطاقة: “الشتاء قادم ولا نعرف كم سيكون الطقس باردا.. لكن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن بوتين سيواصل ممارسة ألعابه في الابتزاز وإساءة استخدام إمدادات الغاز”- علي حد وصفه-.

ومن جهتها، ذكرت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون: "ينبغي أن نتأهب لخفض محتمل للإمدادات من روسيا في أي لحظة.. من ثم علينا أن نتحرك الآن".

 

وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق من يوليو الجاري وقف إمدادات الغاز في خط "نورد ستريم1" الذي يمد ألمانيا بالغاز لأسباب قالت إنها تتعلق بالصيانة، وبعدما عادت إمدادات الغاز، قالت موسكو إنها ستنخفض مجددا بسبب تقني لم يقنع برلين.


ونقلت سكاي نيوز عن  مراقبون  أن الأمور تتجه نحو تسعير حرب الطاقة بين الروس والأوروبيين، مع تواصل الحرب  الروسية الأوكرانية، محذرين من أن هوامش التحرك تكاد تكون معدومة أمام الأوروبيين لتعويض الغاز الروسي، خاصة أن عامل الوقت يضغط عليهم، ففصل الشتاء عادة ما يحل باكرا في البلدان الأوروبية.

ارتفاع أسعار الغاز

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير وفرض الغرب عقوبات اقتصادية، واجهت 12 دولة من دول الاتحاد الأوروبي وقفا أو خفضا في شحنات الغاز الروسي.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه سعر الغاز الأوروبي ارتفاعه، إذ سجل اليوم الثلاثاء أعلى مستوياته منذ سعره القياسي في مارس، عقب إعلان "غازبروم" خفضا جديدا إمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم.

الجريدة الرسمية