رئيس التحرير
عصام كامل

نموذج النمسا على تايوان.. الحل السلمي لنزع فتيل الأزمة بين الصين وأمريكا

الصين
الصين

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الحل الأفضل والسلمي لنزع فتيل الأزمة المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين هو أن تجعل واشنطن تايوان ”نموذج النمسا“ في شرق آسيا، معتبرة أن أي حل غير ذلك سينذر بصراع غير معلومة عواقبه بين قوتين عظميين.

جاء ذلك بعدما تصاعدت التوترات في مضيق تايوان بسرعة إلى مستويات تنذر بالخطر، عندما فاجأ رد الفعل ”العنيف“ للصين على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للجزيرة العديد من المراقبين الصينيين.

وقالت المجلة: ”لم تكن احتجاجات بكين لإدارة بايدن أكثر حدة من ذي قبل فحسب، بل جاءت من أعلى المستويات، حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينج لنظيره الأمريكي أن الزيارة ستشجع الانفصاليين في تايوان وتضر بشكل كبير بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وحذر الأخيرة من اللعب بالنار.“

وأضافت المجلة في تحليل إخباري لها: ”يبدو أن استراتيجية الرئيسة التايوانية، تساي إنج وين، للسعي إلى مزيد من الفضاء الدولي واحترام تايوان (ودفع هذه الظروف نحو الاستقلال) تبدو قوية كما كانت دائمًا. ويبدو أيضًا أن أصدقاء تايوان في الولايات المتحدة عازمون بشكل خاص على جعل واشنطن تعامل الجزيرة كشريك ديموقراطي وحليف اقتصادي وعسكري“.

وتابعت: ”مما يزيد الطين بلة، يدرس الكونجرس أيضًا تشريعًا جديدًا حول (قانون سياسة تايوان) من شأنه أن يجدد بشكل أساسي سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان ويؤثر على سياسةالصين الواحدة‘ الرسمية لواشنطن. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض يسعى بهدوء لتأجيل هذا الإجراء، فإنه سيكون تحت ضغط هائل لقبول مثل هذه التغييرات“.

وفي هذا الشأن، رأت المجلة أن أفضل حل – وربما الطريقة الوحيدة – من شأنه أن يمنع وقوع ”كارثة عسكرية وشيكة“ مع الحفاظ على المصالح الأكثر أهمية لكل من الولايات المتحدة والصين، هو تبني ”نموذج النمسا“ لتايوان.

وأوضحت: ”في رغبة نادرة لتقديم تنازلات، وافق الاتحاد السوفيتي والقوى الغربية على استعادة النمسا الموحدة، التي كانت مقسمة إلى عدة مناطق، كل منها يسيطر عليها أحد الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية“.

وتابعت المجلة في تحليلها: ”فرضت معاهدة 1955 حيادًا صارمًا على النمسا، وبعد ذلك، ظلت فيينا بمنأى عن صراعات القوى المختلفة في الحرب الباردة التي ابتليت بها معظم الأجزاء الأخرى من أوروبا. وفي الواقع، حاولت النمسا الحفاظ على موقفها المحايد حتى يومنا هذا“.

في المقابل، قالت المجلة إنه لسوء الحظ، يتطلب الحل هذا ”تنازلًا وطنيًا كبيرًا“ من جانب بكين، حيث سيتعين على القادة الصينيين التخلي صراحةً عن الهدف الطويل الأمد المتمثل في إجبار التايوانيين على الموافقة على إعادة التوحيد السياسي مع البر الرئيسي“.

وأضافت: ”وبالنسبة لواشنطن، يجب أن تتخلي أيضًا عن طموحاتها لاستخدام تايوان كعنصر رئيسي في استراتيجية لإدامة هيمنتها في شرق آسيا. وبالتالي، على الرغم من الفوائد المحتملة الواسعة النطاق لجميع الأطراف المعنية، فمن غير المرجح للغاية أن يتبنى قادة الولايات المتحدة والصين مثل هذا الحل الوسط الحكيم“.

واختتمت المجلة تحليلها بالقول: ”لكن إذا أرادت بكين تجنب حرب كارثية مع واشنطن، فسيتعين عليها التضحية ببعض الكبرياء الوطني والقبول بنتيجة أقل من مثالية. ومع ذلك، فإن وضعًا محايدًا مضمونًا لتايوان سيضمن مصالح الصين الحيوية الملموسة في ما يتعلق بالجزيرة“.

الجريدة الرسمية