لقبه عبد الناصر بالصاغ الأحمر.. 100 عام على ميلاد خالد محي الدين
من اسرة عريقة تعمل فى الحياة السياسية من كفر شكر بمحافظة القليوبية، تخرج في الكلية الحربية عام 1940 واشترك خالد محيى الدين في تنظيم الضباط الأحرار عام 1944 وكان له دور كبير في قيام ثورة 23 يوليو، حيث كانت مهمته فيها الاستيلاء على الكتيبة الميكانيكية وعزل المنطقة العسكرية بألماظة وكوبري القبة وقيادة وحدات الفرسان لمساعدة الطيران في الاستيلاء على المطارات.
فى مثل هذا اليوم 17 أغسطس 1922 ولد خالد محي الدين آخر أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذى شارك فى قيام الثورة عام 1952، بدأ خالد محي الدين الثورة وهو برتبة صاغ واطلق عليه جمال عبد الناصر لقب الصاغ الاحمر نسبة إلى توجهاته اليسارية ثم اصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة.
تم تعيينه رئيسا للوزراء لمدة 6 ساعات فقط اثناء أزمة مارس، وعن هذه الفترة يقول خالد محي الدين: بعد عزل نجيب خرجت المظاهرات فى الشوارع تطالب بعودته وكان عبد الناصر قد رأى أن أصلح شخص يمكن أن يتولى رئاسة الوزارة هو انا وقلت اذا ابتعد وتفرق مجلس قيادة الثورة ستكون سيئة ونحن جميعا نحب البلد ولا نريد حربا اهلية لكن فجأة حوصر سلاح الفرسان وحلقت الطائرات وانقلبت الامور فكان لابد من تعيينى رئيس للوزراء ودعوت مجلس الوزاراء للاجتماع وتمخض الموقف عن الاجبار على عودة محمد نجيب” .
اختلف خالد محيى الدين مع مجلس قيادة الثورة واتهم بالتواطؤ مع محمد نجيب ضد مصلحة البلاد فترك كل الأمور وكتب استقالته وطلب السفر الى سويسرا بعد احتدام الصدام مع عبد الناصر.
تولى خالد محي الدين عام 1964 رئاسة مجلس إدارة وتحرير أخبار اليوم وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970 وانتخب عضوا فى مجلس الشعب.
يقول خالد محي الدين عن بدايته السياسية: عندما بدأ جمال عبد الناصر تأسيس تنظيم الضباط الأحرار وتبلورت فكرة القيادة بحركة عسكرية لتطهير الجيش من الفاسدين، انضممت إليهم مع حسين الشافعي وثروت عكاشة وعشرات الضباط، وفى الجلسة الأولى ومنذ احتوتنا غرفة الصالون في بيت عبد الناصر بكوبري القبة اجتمعنا وكان هو الأعلى رتبة "بكباشي" كنا متلهفين لعمل أي شيء.
اما السادات فكانت تربطه صداقة حميمة حتى انه قال عنه:خالد محيى الدين مكافح عجوز يتميز بطهارة القلب وطيبته،أذكر جيدا أنه كان من أوائل الضباط الذين كانوا يعملون في الجمعية السرية الأولى ومع أنه كان أصغرنا جميعا سنا إلا أنه لم يتخلف عنا يوما.
حرمان من القلادة
فى عام 1956 أقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر احتفالًا بالعيد الرابع للثورة، ومنح ناصر نفسه ولأعضاء مجلس قيادة الثورة قلادة النيل في هذا الاحتفال، وهى أرفع وسام مصري، يُمنح للأشخاص الذين لهم إسهامات مؤثرة في حياة المصريين، لكن حرم منها كل من محمد نجبل وخالد محيى الدين.
في عام 1976 أسس خالد محيى الدين حزبا يساريّ عام 1976، وهو حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، الذي أثرى الحياة السياسية المصرية وكانت مظلة لليسار المصري، ولعب هذا الحزب دورًا مهمًّا في عهد السادات في الدفاع عن الحقوق، وانتقاد سلبيات النظام السياسي، فقد كان معارضًا شرسًا لسياسات السادات خاصة فيما يتعلق باتفاقية السلام، والانفتاح الاقتصادي الاستهلاكي؛
قلادة النيل
وفى عهد الرئيس الاسبق حسنى مبارك لم يحظ محيي الدين كذلك بالرضا التام، فقد كانت طول المدة التي تمكن خلالها من الحفاظ على مقعده البرلماني، من 1990 وحتى 2005، عن دائرة كفر شكر تثير القلق في نفس بعض رجال مبارك، وازداد عدم الرضا عنه مع رفضه الاشتراك في انتخابات رئاسية أمام الرئيس الأسبق.. ظل محيي الدين عضوًا فاعلًا في الحياة السياسية المصرية، حتى تخليه عن رئاسة الحزب عام 2002، فاختاره الحزب رئيسًا لمجلسه الاستشاري، ولكنه مع تقدم عمره فضل أن ينزوي تماما وأن يعتزل الحياة السياسية لتقدمه في العمر ولتدهور صحته، دون أن ينتظر مقابلًا أو تقديرًا، ولم يحصل طوال حياته،
وفى عام 2013 عادت الأضواء لتتسلط عليه من جديد حينما أصدر المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، قرارًا جمهوريًّا عام 2013 بمنح قلادة النيل للصاغ الأحمر خالد محيي الدين، تقديرًا لإسهاماته من أجل الوطن.
وبحصوله على هذا التكريم تكللت جهوده في حياته، ومنح التقدير اللائق بعد مماته، فقد شيع جثمانه في جنازة عسكرية مهيبة تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسط حضور رجال الدولة ورموز العمل السياسي والحزبي لوداع آخر الضباط الأحرار خالد محي الدين.