بديع خيري.. رائد الكتابة المسرحية وزجال مصر الأول الذي هجرته ماري منيب بسبب زوج شقيقتها
له تراث يعانى من الإهمال بالرغم من أهميته وقيمته الفنية، لقب برائد الكتابة المسرحية وزجال المسرح الأول بديع خيرى، كلماته كانت ومازالت باعثا للوطنية فمن منا ينسى “ قوم يا مصري صبح الصباح فتاح ياعليم، ليا عشم وياك ياجميل، ياواش ياواش يا مرجيحة، يهون الله يعوض الله”
ولد المبدع الفنان بديع خيري في مثل هذا اليوم 17 أغسطس 1893 بالقاهرة، ورحل عام 1966، والده من أصل تركى أما والدته فهى مصرية من الغورية، حفظ بديع القرآن في الكتاب وحصل على دبلوم المعلمين، وكان مغرمًا بالاستماع إلى شعراء الربابة بالمقاهي في الجمالية والإمام الشافعى وتنقل بين المقاهى والموالد يستمع إلى الأشعار والسير الشعبية، حتى أنه يقول عنها (هذه المقاهي هي مدرستي الأولى في التأليف المسرحى، حتى أن لهجات البلاد العربية عرفتها وحفظتها في هذه المقاهى.
درس بديع خيري بمدرسة المعلمين وعمل بعد تخرجه مدرسا للجغرافيا ثم موظفا بمصلحة التليفونات، ليبدأ بعدها الكتابة المسرحية، ونشر أولى قصائده بجريدة الحزب الوطنى باسم " الحرب " وحملت توقيع "ابن النيل"، كما كتب المونولوج معلقا على الأحداث التاريخية والأزمات التي تمر بها البلاد أيام الاحتلال، كما كتب أول مسرحياته باسم "على كيفك ".
كتب بديع خيري المونولوج والزجل في المسارح لتقدم بين فصول المسرحيات بعد أن قدم مونولوجا قدمته فاطمة قدري يقول (ليلة العيد كنت مخدر.. في ميدان عابدين ماشى اتمختر) حقق نجاحا كبيرا ورددته الألسنة في كل مكان وسرعان ما وقع معه نجيب الريحاني في عام 1940عقدًا ليكون مؤلفًا لفرقته.
كتب الفنان بديع خيرى الآلاف من الأغانى لحنها وغناها كبار الفنانين فكتب "دنجى دنجى" التي لحنها سيد درويش، وأغنية "أنا طير جريح" لحنها زكريا أحمد، وأغنية "الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية" لحنها سيد درويش، وأغنية "لي عشم وياك ياجميل" لمحمد فوزى "هز الهلال ياسيد" لسيد درويش، و"ياخارجة من باب الحمام" لمحمود الشريف.
مزامير أبو فصادة
أصدر بديع خيرى دوريات صحفية تهتم بالزجل منها: السيف، المسامير، المطرقة، الكشكول، الراديو، الفارس، الفكاهة، ومن مجموعاته القصصية "البزرميات" التي كان يوقعها باسم "أبو فصادة"، وله مقولات رائعة منها: إن كنت تخدم مصر أم الدنيا وتتقدم لا تقول لى نصراني ولا مسلم، يا شيخ اتعلم اللى أوطانهم تجمعهم، عمر الأديان ما تفرقهم ".
حوارات سينمائية
وإلى جانب أغانى الأفلام كتب عدد ليس قليلا من حوارات الأفلام منها "انتصار الشباب، لعبة الست، ورد الغرام، العزيمة وغيرها، انتقد الألقاب التي كانت سائدة في البلاد ولما ألغاها الرئيس عبد الناصر بعد الثورة ارسل بديع خيرى إليه رسالة شكر.
تعرف بديع خيرى على الفنانة مارى منيب ودامت بينهما صداقة كبيرة وأحبها كثيرا ورغب فى الزواج منها وبادلته حبا بحب لكن وفاة شقيقتها أجبرها على ترك الحبيب والزواج من زوج شقيقتها لتربية أبناءها لكنهما صارا أصدقاء.
أوبريت العشرة الطيبة
في عام 1912م تعرف على فنان الشعب "سيد درويش" وكون معه فرقة مسرحية وقدم من تلحينه أوبريت العشرة الطيبة، الطاحونة الحمراء، الفلوس، أيام العز وبعدها اتجه الى فن الأوبريت الراقص مع "نجيب الريحاني" عام 1916م، وكان أول عمل من هذا النوع هو "الجنيه المصري تبعه الليالى الملاح، الشاطر حسن، واتجه إلى كتابة المسرحيات التاريخية التاريخية بدأها بمسرحية "محمد على وفتح السودان" التي نال عنها الجائزة الثانية من وزارة الأشغال في ذلك الوقت.