هل يقود وزير الري الجديد ثورة لإنتاج الغذاء من مياه البحر والرمال؟
بدأ الدكتور هاني سويلم وزير الري الجديد مهام حقيبته الوزارية أول أمس الأحد، وسط ترقب وانتظار لاداء مختلف للوزير القادم من خلفية اكاديمية وعلمية مرموقة بعد مشواره الطويل بين تدريس الهندسة في الجامعة الأمريكية وتوليه منصب المدير الأكاديمي لقسم المياه بجامعة آخن الألمانية المصنفة ضمن أكبر الجامعات الاوروبية المتخصصة في مجالات الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكهربائية، الهندسة الصناعية.
الزراعة في الرمال
وأخرج سويلم خلال مسيرته العلمية والاكاديمية في جامعة آخن الألمانية عدة أبحاث علمية هامة لعل أبرزها البحث الأخير الذي أعلن عنه على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك قبل شهرين للزراعة في الرمال (الساندبونيك) من خلال دورة متكاملة تبدأ بتحلية المياه بالطاقة الشمسية ثم استخدامها في الاستزراع السمكي وصولا إلى الزراعة بالمياه الناتجه عن عملية الاستزراع في التربة الرملية، وهي إحدى الأفكار التي تدعم التنمية المستدامة واستغلال كافة الموارد المتوفرة في البيئة لإنتاج الغذاء.
استغلال المواد الطبيعية المستدامة
وقال سويلم في أول مؤتمر صحفي له عقب توليه الحقيبة الوزارية عن أمله في استغلال المواد الطبيعية المستدامة مثل الشمس والرمال ومياه البحر في إنتاج الغذاء بتكلفة معقولة كأحد الحلول المستقبلية للأمن الغذائي في مصر والعالم، حيث بدأ كثير من الدول المتقدمة في التعمق بدراسة علاقة الطاقة والماء والغذاء منذ سنوات طويلة للوصول إلى حلول مبتكره تؤمن مستقبل العالم من الغذاء في ظل شح الموارد.
وكشف سويلم في وقت سابق قبل توليه حقيبة الموارد المائية والري أن مصر تمتلك نوعيات متباينة من الرمال تعتبر من الاجود في العالم ويمكن استغلالها في تطبيق تلك الأبحاث التي ينتظرها مستقبل كبير خلال السنوات المقبلة مع ازدياد الحاجة إلى إنتاج الغذاء بالنظم الذكية الموفرة في المياه والطاقة.
تأمين مستقبل مصر المائي والغذائي
وأكد وقتها أن تزايد حدة الفقر المائي في مصر -يحتاج كل مولود جديد إلي 1000 م٣- تدفع العلماء والباحثين إلى تدارك هذا التحدي وإيجاد حلول لتأمين مستقبل مصر والمنطقة المائي والغذائي.
ولفت في مقال كتبه في يونيو الماضي على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك إلي أن أهم الموارد الطبيعية المتاحة حولنا هي الشمس، البحر، والرمال وهي موارد متوفرة بشكل لا نهائي ويمكننا في المستقبل إنتاج غذاء من هذه الموارد الثلاث ولكن لابد من خفض سعر وحده المياه المحلاه وإنتاج أكبر قدر ممكن من الغذاء من كل وحدة مياه بطريقة مستدامة بذلك نكون قد حققنا الهدف.
وتابع: نعمل مع فريقي البحثي المحترم في هذه النقطة البحثية بالتحديد منذ 11 عام علي إنتاج الغذاء من الشمس، والمياه المالحة والرمال ومازال العمل مستمرا.
تحلية المياه
وأوضح أن البحث بارقة أمل حقيقية لاستخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه، واستخدام المياه المحلاه في إنتاج الأسماك وإستخدام مخلفات الأسماك كسماد حيوي لإنتاج محاصيل اورجانك في الساندبنوكس (Sandponics) حيث يقوم البحث بدراسة أنواع الرمال المختلفة في مصر في عدة محافظات وتحديد أفضل الرمال الملائمة لهذه التقنية التي توفر ما يزيد عن 90% من المياه بالمقارنة بالطرق الزراعية المختلفة.
وأوضح سويلم أن درجات الحرارة المرتفعة في مصر تجبر الفلاح علي إستهلاك مياه أكثر في الري وتساهم في زيادة البخر من المسطحات المائية وزيادة السحب من الخزان الجوفي، وهي الفاتورة الأولي التي ندفعها لمواجهة تأثير التغيرات المناخية علي الإستهلاك المائي داخل حدودنا وهناك الفاتورة الثانيه والتي لابد أن نتعامل معها وهي التغيرات المناخية وتأثرها علي مواردنا المائية التي تأتي من خارج حدودنا والتي تمثل 97% من إجمالي المورد المائية المتجدده لمصر.