على عهدة اليونيسكو.. تسونامي قادم يهدد بابتلاع الإسكندرية ودمياط والسلوم.. وخبراء: الدولة تملك خريطة تفصيلية
بين الحين والآخر تخرج تحذيرات مختلفة من ساسة ومتخصصين، تصريحات تتنبأ باختفاء الدلتا والإسكندرية كما جاء على لسان رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون، ومؤخرًا أكملت اليونسكو دائرة المخاوف وحذرت من حدوث تسونامى عام 2030 فى عدد من المدن الساحلية، وطالبت بتدريب سكانها على كيفية مواجهة مخاطر التسونامى ضمن محددات نظام الإنذار العالمى الذى تقوده اليونيسكو للكشف المبكر عن موجات المد.
وتجدر الإشارة إلى أن التغيرات المناخية لن تؤثر فقط فى اختفاء مدن، حسب دراسات بل ستتجاوز تأثيراتها إلى تحويل البحر الأحمر إلى محيط بعد ملايين السنين، والبحر المتوسط إلى يابسة، وهو ما حذَّر منه سابقًا الدكتور يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان.
أولويات الدولة المصرية
تولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا لهذا الملف، ويقوم المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية بدراسات مستمرة تتضمن قياس المد البحرى وتحديد نقاط التسونامى فى البحر المتوسط والمدن المعرضة لحدوث هذا الإعصار حتى يتسنى للدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشواطئ ووضع خطط استباقية للتفاعل مع الأزمات.
الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، أكد أن التغيرات المناخية تحدث بالفعل منذ ملايين السنين ولكن أصبحت خلال الفترة الأخيرة سريعة الوتيرة، ضاربًا المثل بهضبة المقطم التى كانت فى قاع البحر المتوسط عندما كانت حدوده داخل الأراضى المصرية تصل شمال مدينة الخرطوم منذ ما يقرب من 240 مليون سنة، مؤكدًا أن التغييرات تحتاج ملايين السنين.
وأضاف "القاضى"، أن مع الثورة الصناعية والاحتباس الحرارى أصبحت التغيرات المناخية تسير بشكل أسرع، لذلك تقوم الدولة المصرية باتخاذ إجراءات عديدة لحماية الشواطئ من التآكل، كما يقوم المعهد بدراسات علمية لتتبع آثار التسونامى التاريخية للسواحل القريبة من أوروبا، وتوقع السيناريو الأسوأ.
الإنذار المبكر ومعدل هبوط الدلتا
أشار رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيائى إلى أن العالم أجمع يحافظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل درجة ونصف، كما يقيس المعهد باستمرار ارتفاع منسوب البحر ومعدل هبوط الدلتا، لافتًا إلى أن غرق مدينة الإسكندرية لن يحدث فى يوم وليلة بل يحتاج إلى آلاف السنوات لحدوثه، خاصة مع الإجراءات التى تتخذها الدولة لحماية الشواطئ، كما أن حدوث ذلك يلزم ارتفاع درجة حرارة الأرض 4 درجات.
وقال القاضى: إن نظام الإنذار المبكر يفيد فى التعامل السريع مع التسونامى وليس منعه، عن طريق إخلاء الشواطئ، مؤكدًا أن جهات الدولة المعنية فى تعاون مستمر لوضع خطط طوارئ لمواجهة الكوارث والأزمات.
وفقًا للدراسة التى أجراها المعهد، ليست الإسكندرية وحدها التى تقع فى دائرة خطورة التسونامى، ولهذا تم تقسيم الساحل الشمالى لعدة مناطق وفقًا لمستوى الخطورة تتراوح ما بين منخفضة وعالية جدًّا وتقييم مدن «السلوم - دمياط - الإسكندرية» بأنها مدن عالية الخطورة، أما مدن الدلتا فخطورتها من متوسطة إلى عالية، وتمت الدراسة وفقًا للسيناريو الأسوأ لكل مصدر لموجات التسونامى.
نقلًا عن العدد الورقي…