فزورة وزير التعليم!
أكثر ما حاز على اهتمام الناس في التعديل الوزاري الجديد هو خروج الدكتور طارق شوقي من وزارة التعليم.. فهذا الخروج الذى كان مطلبا لكثيرين عندما تحقق صار مثار جدل عام.. فهناك من قال أنه خرج بناء على طلبه من هول ما تعرض له من متاعب وهجوم.. وهناك من قال العكس إن خروجه من الوزارة جاء لتهدئة الرأى العام الغاضب منه ومما فعله في التعليم.. وهكذا حدث انقسام حول أمر تطوير التعليم.
فهناك من رأى إننا بخروج الرجل من الحكومة خسرنا فرصة تاريخية لتحقيق هذا التطوير، وهناك من رأى العكس إننا منحنا أنفسنا فرصة لتصحيح الأخطاء وتحقيق تطوير حقيقى للتعليم في بلادنا، خاصة وأن الوزير الجديد كانت له ملاحظاته الخاصة على مسيرة التطوير رغم أنه كان نائبا للوزير السابق.
وهذا الجدل حول خروج الدكتور طارق شوقى من الحكومة، بغض النظر عما إذا كان تم برغبته أم لا، هو أمر طبيعى ومتوقع لآن التعليم يستأثر باهتمام بالغ في مجتمعنا لدى الناس.. لكن أرجو من كل من يدلى بدلوه في هذا الجدل أن يسأل نفسه بعض الأسئلة الضرورية أهمها: هل طال تطوير التعليم كل طلابنا وكل مدارسنا، خاصة المدارس الحكومية في القرى والنجوع والأحياء الشعبية في المدن أم ظل حبيسا في القليل من المدارس فقط ؟ وهل أصبحت مدارسنا أكثر جذبا للطلاب أم طاردة أكثر لهم؟
وهل تقلصت ظاهرة الدروس الخصوصية أم زادت واتسعت؟ وهل إنتهت مشكلة نقص المدرسين أم لا؟ وكذلك هل نجحنا فى تدريب كل المدرسين على برامج التعليم المطور أم لا؟ وأيضًا هل تخلصنا من ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة أم صار الغش إلكترونيا؟ وأخيرا هل إختفت ظاهرة الكتب الخارجية أم لازمت حتى المراحل الابتدائية التى تغيرت فيها المناهج التعليمية؟
إن الإجابة الصادقة حول كل هذه الأسئلة سوف تنهى هذا الجدل المثار حول تغيير وزير التعليم وتحل فزورة دكتور طارق شوقى.