موائد الرحمن.. بدأها الرسول ونشرها في مصر ابن طولون
يختلف المؤرخون حول البداية الحقيقية لموائد الرحمن في شهر رمضان، فيرجع البعض هذه الموائد إلى عهد رسول الله حين كان بالمدينة المنورة وقدم إليه وفد من الطائف اعتنقوا الإسلام فكان الرسول الكريم يرسل لهم إفطارهم وسحورهم مع بلال ابن رباح واقتدى به الخلفاء بعد ذلك حتى أن عمر ابن الخطاب أعد دارا للضيافة يفطر فيها الصائمون الوافدون.
ويرى المؤرخون أيضا أنه في مصر فإن أحمد ابن طولون مؤسس الدولة الطولونية هو أول من أقام موائد الرحمن في مصرحين دعا الأعيان وكبار رجال الدولة وتجار المحروسة إلى مائدة رمضان عامرة في حفل افطار ضخم ضم معهم الفقراء على نفس المائدة وقال ابن طولون "لم أجمعكم حول المائدة إلا لأعلمكم طريق البر بالناس فأنتم لستم في حاجة إلى مائدتى ولكنى آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتعدوا موائدكم ليتذوقها الفقير المحروم وأبلغكم باستمرار المائدة طوال أيام رمضان ومن يومها أصبحت موائد الرحمن معلما مصريا رمضانيا ثم عربيا وإسلاميا بدءا من عام 880 هجريا وورث ابنه خمارويه هذا التقليد.
وهناك من يقول نقلا عن المقريزى أن المعز لدين الله الفاطمى كان أول من أقام المآدب الخيرية في عصر الدولة الفاطمية وأول من أقام مائدة في رمضان يفطر عليها رواد جامع عمروبن العاص كما اتخذ قاعة في قصره سميت قاعة الذهب تقام فيها موائد الرحمن ،واتخذ بعدها الفاطميون موائد ممتدة سميت بدار الفطرة.
تراجعت موائد الرحمن في عهد المماليك والعثمانيين ثم أعيد إحياؤها مع الاستعمار البريطانى والفرنسى في نطاق الورش والمصانع.
في عام 1967 تولى بنك ناصر الاجتماعى الإشراف على موائد الرحمن وفى عام 1977 أقيمت موائد الوحدة الوطنية ويقيم الأزهر مائدة سنوية وكذلك المساجد ورجال الأعمال وأهل الفن.