صلاح عبد الصبور.. 41 عاما على رحيل رائد الشعر الحر
أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة المتأثرة بالفكر الغربي، كان وما يزال فتى الشعر الأول رغم مرور 41 عاما على رحيله، كتب القصيدة والمسرحية الشعرية، أيضا يمثل نبلا أخلاقيا انعدم في ذلك الزمان خصوصا بين الشعراء والمبدعين من أهل الكتابة بوجه عام حتى أنه عندما اختير رئيسا للهيئة المصرية للكتاب أكبر جهة لنشر الكتب رفض أن يصدر له ديوان عنها طالما هو رئيس لها.
ولد الشاعر محمد صلاح الدين عبد الصبور الحواتكى عام 1931 بمدينة الزقازيق، ورحل في مثل هذا اليوم 13 أغسطس 1981، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1947 وعمل مدرسا بالمدارس الإعدادية لمدة خمس سنوات، لينتقل بعدها للعمل بالصحافة في مجلة روز اليوسف ومنها الى جريدة الاهرام، وفى عام 1961 وبعد التأميم عُين بمجلس الدار المصرية للتأليف والترجمة، وانتدب مديرا للنشر فى وزارة الثقافة، ثم مديرا عاما لهيئة الفنون ثم رئيسا لمجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبعد حرب أكتوبر عين مستشارا ثقافيا بالهند لمدة أربع سنوات.
قصيدة لقاء
تعرف صلاح عبد الصبورـ الشهير بـ صلاح عبد الصبور ـ على الثنائى محمد حمزة وعبد الحليم حافظ الذى طلب من كتابة قصيدة يغنيها في بدايته في الإذاعة كأول اغنية تسجل له فكانت قصيدة " لقاء "حيث تم التعارف بين ثلاثتهم على مقهى الطلبة بالزقازيق
الفتى الاول
استطاع صلاح عبد الصبور ان يكون الفتى الأول بإصدار ست مجموعات شعرية وقد بدأ عام 1957 بإصدار أول قصيدة شعرية له بعنوان " شنق زهران " " ثم ستة دواوين شعرية: الناس فى بلادى، اقول لكم، أحلام الفارس القديم، تأملات فى زمن جريح، سجى الليل، الإبحار فى الذاكرة، وأخيرا أصدر ديوانه "عمر من الحب" وهو مقتبس من مجموعة دواوينه،
مأساة الحلاج
كما قدم صلاح عبد الصبور في حياته الأدبية 13 مسرحية شعرية قدم معظمها تمثيلا على خشبة المسرح القومى أشهرها مسرحية " مأساة الحلاج "، الاميرة تنتظر، ليلى والمجنون، بعد أن يموت الملك، رحلة على الورق، كتابة على وجه الريح، مسافر ليل، كما قدم ترجمات لبعض المسرحيات العالمية منها سيد البنائين لإبسن، حفل كوكتيل لإليوت، واطلع صلاح عبد الصبور أيضا على كتابات وأعمال الكتاب الإيطاليين، حيث تأثر بالكاتب الإيطالي الشهير لويجي بيرانديللو، ويظهر ذلك في أعمال عبد الصبور خاصة مسرحيتي "ليلى والمجنون"، و"الأميرة تنتظر".
عميد شعراء العامية
ولموهبة عبد الصبور البارزة، ونهله من الثقافة والأدب الأوروبي أسند إليه إعداد وصياغة أشعار مسرحية "برما" للكاتب الإسباني لوركا والتي قدمها المسرح المصري في ستينيات القرن الماضي.
حين أصد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور ديوانه الثالث "أحلام الفارس القديم " عام 1964 كتب الناقد الكبير الدكتور لويس عوض يقول: وما على صلاح عبد الصبور الا ان يتم بناء هيكله على هذا الغرار لنضع في يده لواء الشعر العربى وتنصيبه عميدا لشعراء العربية المحدثين في كل الامصار.
نهاية مأساوية
كان صلاح عبد الصبور شخصية جريئة لم يخشى أحدا كانت له آراءا ثورية عرف بها ولما صدر قرارا بتعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب كوطيفة حكومية كبرى واثناء سهرة في منزل الشاعر احمد عبد المعطى حجازى تهكم عليه الرسام بهجت عثمان بكلمات قاسية على النفس متهمه بتخليه عن مبادئه مقابل الوظيفة الرسمية، فلم يحتمل الشاعر الرقيق صاحب القلب الطيب الهادئ ومات صلاح عبد الصبور في تلك الليلة إثر نوبة قلبية في مشهد مأساوى، بالرغم من موقفه الجرئ حين رفض تخصيص جناح لإسرائيل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقدم استقالته من رئاسة هيئة الكتاب وتركها على مكتبه، ولم تقبل.
حصل صلاح عبد الصبور على جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية (مأساة الحلاج) عام 1966، كما حصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعتي المنيا وبغداد، واختير اسم صلاح عبد الصبور -الشاعر العربي الوحيد- في موسوعة أوكسفورد للألفية، ضمن أهم مائة شاعر عالميا، الذين أثروا البشرية منذ بداية تاريخها المكتوب.
مملكة الشعراء
حول علاقة الأدب بالمجتمع قال الشاعر صلاح عبد الصبور فى كتابه مملكة الشعراء (أنا لا أحب كلمة المجتمع لأن المجتمع وقتى وظرفى محدود بزمان ومكان معينين، وكثيرا ما يكون مجتمع غافلا أو مضللا عن احتياجاته الانسانية لذلك فإن الأدب إذا أعلن التزامه بخدمة المجتمع فكثيرا ما ينعكس عليه هذه الغفلة وهذا التضليل).
