زي النهاردة.. تعيين مصطفى كمال أتاتورك رئيسا للحكومة التركية وإلغاء دولة الخلافة
في مثل هذا اليوم من عام 1923 قرر المؤتمر الوطني في تركيا تعيين مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة رئيسًا للحكومة التركية في خطوة أخيرة نحو تصفية الخلافة الإسلامية، وتأسيس الجمهورية التركية في شكلها الحالي.
عن مصطفى كمال
تنتمي عائلته لإحدى العشائر التركية التي هاجرت إلى الأناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر، ثم استقرت في مدينة سالونيك وهناك عمل والد مصطفى "علي رضا افندي" موظفًا في الجمارك وتاجر أخشاب.
ترك علي رضا الأخشاب وتطوع في الجيش برتبة ملازم في الوحدات العسكرية المحلية أثناء حرب 93 التي دارت بين عامي 1877 و1878. ولهذا كانت تصنف عائلة أتاتورك ضمن النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية آنذاك.
أنهى مصطفى كمال المرحلة الثانوية بتفوق حيث احتل المركز الثاني على مستوى المدرسة، وفي الثالث عشر من مارس 1899، التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج في الحادي عشر من يناير 1905 برتبة رئيس أركان حرب مواصلًا التعلم في مدرسة أركان حرب.
أرسل مصطفى كمال رئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق وذلك عقب تخرجه من أجل التَدَرٌب وهناك أثناء التدريب كان له دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة.
في ذلك الوقت كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سوريا، على اعتبار كونه ضابطًا بالأركان تحت التَدَرٌب، وعلى إثر أحد هذه الحروب اكتسب خبرة كبرى.
دولة حديثة
كان مصطفى كمال يرى ضرورة تأسيس دولة حديثة تقترب من أوروبا وتبتعد عن الشرق، وبعد سلسلة من الخلافات مع الدولة العثمانية استقال من الجيش وبدأ يخوض معارك سياسية لتحقيق أفكاره.
حقق شعبية عريضة من بطولاته العسكرية خلال تلك الفترة وقدرته على عرض أفكاره السياسية بعد الخروج من الجيش كما انضم لمجموعة من الساسة على أهداف ومبادئ موحدة، للتشكل هيئة نيابية في البرلمان تولى مصطفى كمال رئاستها.
في هذه الأثناء اندلعت حرب الاستقلال التي انتهت بميثاق لوزان وبموجبه اُسست الجمهورية التركية وألغى مجلس الأمة التركي الكبير السلطنة العثمانية في الحادي من نوفمبر عام 1922.
قاد أتاتورك معركة ضخمة لتغيير الدستور باعتباره الطريق الآمن للعبور للحداثة، وقدم تصوراته للجنة العامة لمجلس الأمة التركي التي عقدت اجتماعًا وخرجت منه لتوافق على مقتراحات أتاتورك واُعلنت الجمهورية التركية من مجلس الأمة التركي وتولى أتاتورك رئاسة الحكومة، ثم ترأس الدولة في شكلها الجديد ليبدأ في خطة تحديث تركيا لتسير في ركاب الحضارة الغربية.