"راشيل جويس" تلفت الانتباه فى إطلالتها الإبداعية الأولى
بهذه القصة الجديدة التى صدرت فى لندن وتتحدث بعذوبة بالغة عن رسالة من صديقة قديمة أو حبيبة الزمن الأول؛ تلفت الكاتبة راشيل جويس الانتباه فى إطلالتها الأولى على مسرح الإبداع القصصى البريطانى.
فقصة "زيارة هارولد فراى بعيدة الاحتمال" للكاتبة البريطانية راشيل جويس تتحدث عن رجل يخرج ليبعث برسالة لحبيبة قديمة تكابد المرض، ردا على رسالتها المفاجئة فاذا به يقطع 600 ميل سيرا على قدميه.
وتقول ناتاشا تريبنى فى جريدة "الأوبزرفر" إن القصة التى جاءت بأسلوب "السهل الممتنع" مع أنها الأولى لراشيل جويس؛ وهى مفعمة بالعواطف الإنسانية لرجل عادى شده الحنين للحبيبة وأراد فجأة أن يطوف ببيتها البعيد فى رحلة حب بدلا من أن يكتفى برسالة لحبيبة الزمن الأول.
القصة التى وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر فى دورتها الأخيرة تبدأ برسالة غير متوقعة لهارولد فراى؛ ذلك الرجل الخجول و"الخواف مع تقدم العمر" من حبيبة سابقة تنبئه فيها بمرضها الشديد؛ فإذا به يخرج من منزله بنية إلقاء رسالة جوابية فى صندوق البريد، لكنه بدلا من ذلك يقرر فجأة أن يسير على قدميه فى رحلة تمتد 600 ميل معتقدا أن هذه المسيرة المضنية ستشفى الحبيبة.
كل ذلك بينما زوجته تنتظر بغضب عودته للمنزل ومع مضى الوقت واستمرار غياب الزوج فى مسيرته المضنية يتحول الغضب إلى نوع من التأمل الودود لمسيرتها هى وذكرياتها مع هذا الرجل الطيب رغم كل شىء؛ فيما ذاعت قصته وجذبت اهتمام وسائل الإعلام وانقسم الناس مابين مؤيد ومعارض ومندهش من تصرفه العفوى وتكبده كل هذه المشقة من أجل الحبيبة الأولى بدلا من أن يرد عليها برسالة عبر البريد ناهيك عن "الإيميل" أو البريد الإلكترونى!.
القصة التى بدأت برسالة من حبيبة قديمة تسعى لتناول قضايا مثل الوحشة والوحدة ورمادية الواقع وعزلة الانسان المعاصر وخيباته واخفاقاته؛ بقدر ماتعكس قوة الحنين الجياش لزمن مضى حتى ان بطل القصة هارولد فراى ذاته لايعرف السبب الذى دفعه للبدء فى مسيرة ال600 ميل على قدميه.
كل مايعرفه انه لابد وان يمشى ويمشى وصولا لحبيبة تكابد الألم!..هل يبحث عن ذاته التى مسخها الواقع الرمادى ام عن حبيبة زمن اخضر مضى ولن يعود؟!.