لماذا يتمسك السلف بالبقاء في الحياة السياسية والاجتماعية؟
لا يرغب السلف مغادرة الحياة السياسية والاجتماعية لأي سبب كان، إذ تحاوطهم الضغوط من كل ناحية، وحتى على المستوى الديني يشتبكون بين الحين والآخر مع الأزهر الذي يعتبرهم ضمن أسباب نشر التشدد في المجتمع ومع ذلك يزيد إصرارهم على التواجد فما السبب؟
الشيخ أحمد هلال، الداعية السلفي، يرفض مزاعم منتقدي السلفية الوهابية، مؤكدًا أنها لم تخرج من المذهبية حتى تدخل فيها للمشاغبة والمناكفة، لافتًا إلى أن السلفية تنظر إلى المذهبية نظرة مختلفة عن المتعصبين والمقلدين للمذاهب على حد قوله.
السلفية لن ترك الساحة
وأكد هلال أن السلفيون لن يبرحوا مكانهم لتتسع الساحة لمن أسماهم أهل الأهواء والبدع الذين يسعون لزحزحتهم واحتلال مكانهم، على حد زعمه، مضيفًا: السلف على منهج الحق المبين والصراط المستقيم، وهو منهج سلف الأمة من أصحاب النبي الذي قال فيهم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
وتساءل هلال مستنكرًا: كيف يبرحون مكانهم ولم يأت أمر الله بعد بأفولهم وأفول منهجهم السلفي.
وعاد الداعية السلفي للدفاع عن الوهابية مؤكدًا أنها ترجح من أقوال الأئمة ما وافقوا فيه الدليل وصحته دون تعصب لأحد من علماء المسلمين، ولا حصر للحق فيه وحده، ولا تعبيد الناس بمذهب فرد تقليدا دون النظر لأدلة المذاهب الأخري.
وتابع: لا يعبدون الناس برأي فقهي واحد، والدليل على ذلك مخالفة علماء العصر بعضهم بعضًا في مسائل الخلاف المعتبر، أما الخلاف غير السائغ ولا غير الصحيح ولا المعتبر فلا يختلفون في رده وعيبه ونقضه على قائله كائنًا من كان، بعلم وأدب وتوجيه دون تنقيص ولا تسفيه.
واستكمل: السلفيون موجودون في كافة المذاهب الفقهية بقوة، ولكن قصور البعض وسوء تقديره حال بينه وبين رؤيتهم وتمددهم وانتشارهم في كل المذاهب دراسة وتصنيفًا وتعليمًا وتنظيرًا، مردفًا: الإمام النووي وإن كان قد وافق الأشاعرة في بعض المسائل ربما وقع منه هذا تقليدًا أو قصورًا عن الوقوف على أدلة المعتقد الصحيح الذي كان عليه سلف الأمة وعلماء المسلمين قبله أو اجتهادًا أخطأ فيه قطعًا لمخالفته معتقد السلف وطريقتهم.
السلف على مبادئهم
وقال: لا يعنى موافقة إمام من أئمة المسلمين في مسألة ما أن تعدوه صوفيًّا أشعريًّا تستكثرون وترجحون بالعدد والكثرة، فهذا لا يصح مع قول الجمهور لأنه ليس إجماعًا فكيف يصح في الاجماعات العقدية حكاية الخلاف، وكيف يصح الاستدلال بالجمهور المدعى في المعتقد، بل كيف يصح الترجيح بجماهير عوام المسلمين الأشاعرة في طول البلاد وعرضها.
وتابع: كما يحق لنا مخالفة الإمام النووي في أبواب الفقه ومعارضة بعض قوله بأدلة وأقوال غيره من علماء المسلمين في أبواب الفقه المختلف فيها، فرد قوله في أبواب الاعتقاد المتفق عليها أولى وأولى.
اختتم حديثه قائلًا: الإمام النووي كتابه مصنف في عقيدة السلف، ويتنزه فيه عن التأويل الفاسد والتعطيل بدعوى التنزيه التي يتذرع بها الأشاعرة، ولكنهم يطعنون بالتزوير والتلفيق لكل مصنف أو قول يثبت تراجع أئمتكم بداية من الأشعري والجويني والرازي والغزالي وانتهاء بالنووي وابن حجر.