الموكوس!
لا نعرف لماذا نتذكر فيلم صغيرة علي الحب كلما شاهدنا الدكتور سيف عبد الفتاح !! الاستنساخ المعاصر لأحد أبطال الفيلم وقد أداه باقتدار المخرج الكبير الراحل نور الدمرداش.. ليس التشابه فقط في الشكل حتي لو كان الأول كوميديا قدراته الفهمية منخفضة.. فالثاني أيضا تحول إلي كوميديان بفضل فهمه المشكوك فيه لالتصاقه أكثر وأكثر بقيادات الإرهابية!
فجأة نراه علي الشاشة “لامم” مجموعة من الارهابيين ممن يتعيشون علي نفقة من نعرفهم وتعرفونهم.. وهبت رياح الجلالة علي الزبون وراح يفتي في السياسة ويتقمص دور المؤرخ والمفكر.. وراح يربط بين ثورتي يوليو ويونيو وما أسماه حكم.... ! وكلتاهما لديه انقلاب!
سيف عبد الفتاح -وشاء القدر أن ندرس علي يديه إحدي المواد في فترة الدراسات العليا بكلية الإقتصاد دون أي تقارب أو معرفة شخصية والحمد لله- أحد أساتذة العلوم السياسية سابقا لا يعرف الفرق بين الانقلاب والثورة.. وإن الأول يعني استبدال حاكم بحاكم أو مجموعة بمجموعة مع بقاء كافة الأوضاع الأخري كما هي عليه.. بينما تعني الثانية تغيير شامل في كافة المجالات حتي لو قام به شخص واحد.. أي لو حاكم قام بنفسه بتغيير أحوال بلده تغييرا شاملا دستوريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا يطلق علي ما فعله ثورة! ولذلك لا يطلق الإنقلاب مثلا علي نواحي أخري.. فنقول ثورة ادارية وثورة خضراء ولا نقول أبدا إنقلاب إداري أو انقلاب خضراء!! وهكذا!
كافة تعريفات السياسة تنحاز للتعريف السابق بل في التعريف الفرنسي -وهم قبلة القانون والسياسة- يرون أن أي تغييرا جذريا يحدث يعتبر ثورة حتي لو لم يطل كافة المجالات.. فاذا إستولت مجموعة أو شخص علي السلطة وغيرت الدستور دون إي إجراء آخر فهي ثورة! هذا بغض النظر عن الموقف منها.. معها أم ضدها ليس مهما.. لأن العلم علم مش حسب الهوي!!
فما بالكم بثورة طردت الإحتلال والملك وأعادت ثروة الفلاحين إليهم وأعادت ثروة مصر كلها بتأميم القناة وأسست للنظام الجمهوري ألخ ألخ، والثانية أطاحت عصابة من السلطة وغيرت الدستور وتسير في الإتجاه المعاكس لحكم الجماعة وما قبله وقادها الشعب بنفسه بعشرات الملايين في شوارع البلاد طولا وعرضا يمثلون الجمعية العمومية لشعب مصر!
سيف عبد الفتاح يؤكد أن يوليو إنقلبت علي الإخوان في ١٩٥٤ ويبدو أنه كان في تعسيلة طويلة ولم يعرف أن قادة الإخوان أنفسهم في عام مصر الحزين إعترفوا بتدبيرهم لحادث المنشية!! ظنا -وبعض الظن إثم- إنهم مخلدون في السلطة! هذا حال أستاذ في العلوم السياسية كان يدرس لطلبة الدراسات العليا.. فما بالكم بحال من يستمعون إليه ويتحلقون حوله ويعتبرونه جان بودان أو فولتير أو حتي جان جاك روسو بينما هو ليس إلا جان جاك موكوسو!