رئيس التحرير
عصام كامل

بعد لقاء 4 ساعات.. "عدو المرأة" يصف ملكة الإغراء بأنها "أروع من الخيال"

هند رستم فى لقاء
هند رستم فى لقاء العقاد

هي جميلة جميلات السينما، أحبها الجميع؛ النساء قبل الرجال، أفلامها كلها ناجحة، قدمت فيها جميع الأدوار، وصفت بملكة الاغراء فقد سحرت الفنانة الشقراء هند رستم، الجميع فنانين ونقادا وجمهورا، وفى فكرة جديدة في الصحافة الجمع بين أديب وفنانة لإجراء حوار، فاختار الدكتور يوسف إدريس فاتن حمامة، واختار يوسف السباعى سعاد حسني، واختار الأديب عباس محمود العقاد نجمة الإغراء هند رستم.. وحضر اللقاء الصحفى كمال سعد من مجلة "آخر ساعة" عام 1963، ونشر هذا الحوار كاملا.

إنه لقاء الجسد والعقل، أو الإغراء والعقل، الفنانة الجميلة الشقراء التي أبدعت في أدوار الإغراء، وأصبح الجميع يعتبرها مارلين مونرو الشرق، والكاتب والأديب الكبير صاحب العقل الذي لا يمل من الإبداع، لقاء بين الأديب "عدو المرأة"، الذي فضح عيوبها وسخر من هؤلاء الذين يتحدثون عن مساواة الرجل بالمرأة، وسخر من إسرافها في التجمل على حساب شخصيتها وعقلها، وقال عنها إنها تكذب وتراوغ وتميل مع الهوى وتنسى في لحظة واحدة عشرة السنين.. وبين هند رستم التي كانت أيقونة الجمال والإغراء، ذلك النموذج الذي كان يسخر منه العقاد ويهاجمه بشدة.

 

سارة الجديدة 

التقت هند رستم مع الكاتب الكبير عباس العقاد لأربع ساعات كاملة، قرأت قبلها الكثير عن العقاد، جلست تناقشه في آرائه وأفكاره.. وقال عباس العقاد رأيه في هند رستم.. قال لها إنه وجد فيها سارة جديدة.

الراحلة هند رستم

كانت هند خائفة في البداية.. لكن كل ما تصورته من عداء أستاذنا العقاد للمرأة ذاب بمجرد مقابلته لها.. وظهر ذلك عندما بادرها العقاد قائلًا: تعرفى يا أستاذة هند أنك نجمى المفضَّل؟ لكنى اكتشفت الآن أن الحقيقة أروع من الخيال، فأنا أهنئك بالموهبة الطبيعية، والوجه المعبر.. فأنت في رأيى لست ملكة الإغراء ولكنك ملكة التعبير لأن الإغراء عملية حسية رخيصة.. لكن التعبير عملية نفسية تخاطب العقل، والوجه المعبر في رأيي أهم من الوجه الجميل.

 

الوجه الجميل هو المعبر 

أضاف العقاد: عندما رأيتك لأول مرة في فيلم "شفيقة القبطية" ذكرتنى بأول مرة رأيت فيها إنجريد برجمان، كان عمرها 22 سنة، وكانت صريحة وطبيعية مع انفعالاتها، ولذا هي في رأيى أقرب إنسانة إلى سارة، ولذا أنا أرشحك لتمثيل هذا الدور إنك سارة نفسها بكل ما فيها من ذكاء الأنثى، وطبيعة الأنثى، ورغبتها في أن تستجيب.. والفارق الوحيد بينك وبين سارة هو أن الناحية العصبية عندك طاغية، وهى على عكسك تماما، سارة أنثى مائة في المائة، مليئة بالإحساس العاطفى والجسدى.. وسارة في تجربتها معى كانت تأخذ صف الرجل في كل المواقف، فكنت إذا حدثتها عن خناقة بين زوجين كان شعورها يذهب على الفور مع الرجل.

قالت هند على الفور: عندها حق، وأنا دائمًا أؤيد الرجل، وأحس أنه كل شيء في حياة المرأة، وبدونه تكون الحياة بالنسبة للست عبارة عن صحراء لأنه هو اللى بيحميها، وهو الذى تحمل اسمه، وهو اللى بتفخر به.. وسألته: "واضح انك بتحب المرأة قوى؟".

 

عدو المرأة 

ضحك العقاد وقال لها: ومين قال إنى عدو المرأة ؟.. إنتي بتصدقى إنى عدو المرأة؟.. ده كلام فارغ، أنا باحب المرأة الطبيعية.. وهى امرأة كأم، أو زوجة، أوعاشقة، لكن المرأة اللى نسخة تانية من الرجل أعمل بيها إيه ؟ أنا الذي أنكره أن تكون المرأة نسخة مكررة من الرجل، يعنى بانكر أن تقول مساواة في كل شيء، وتقول إنى راجل في صورة أخرى، أعمل بيها إيه؟

العقاد وملكة الاغراء 

سألته هند: حضرتك بتؤمن بحب المرأة ؟ فقال: أومن بالحب والإرادة وأنا في الواقع ضعيف أمام العاطفة إلى درجة أنى كنت لا أستطيع أن أنام أو أصحو إلا على صورتها التي علقتها أمام سريري.

وعندما أردت أن أنساها لجأت إلى الفن، فأحضرت تورتة عليها صرصار وإلى جوارها كوب من العسل يتساقط فيه الذباب، وضعت هذه اللوحة المنفرة بدلا من صورتها حتى تجعلنى أنفر من ذكراها.

سالته هند رستم: لو فرض إن استاذنا العقاد دخل جنينة.. ولقى فيها زهور وبعض الحيوانات، ياترى تشبه المرأة بإيه من الحيوانات.. والراجل برضه هتشبهه بإيه؟

فأجاب العقاد: لو أنا مصور باعمل موديل لن أشبه الرجل بالأسد والمرأة بالغزال، أو أقول إن الرجل نسر وان المرأة بلبل، لأن التشبيهات دى في رأيى غير صحيحة، فالرجل في  رأيى هو الشمبانزى، والمرأة هي الأرنب، الأسد حيوان وبس، لكن الشمبانزى حيوان حساس، الأسد قوى وبس.. لكن التانى وليف وممكن يفهمك، أما الأرنب مثل المرأة في النعومة والتجسس والتحسس والولع بالسراديب.

 

المرأة ليست أفعى 

سألته هند رستم: كتاب كتير بيشبهوا المرأة بالأفعى؟ فأجاب: الرجل ممكن يكون أفعى وأكتر منها.. فالمرأة في رأي ليست أفعى.

قالت له هند: أنت سبق إنك قلت إن المرأة لو حكمت العالم، فإما أن أعلن العصيان أو أنتحر؟ فقال العقاد أبدًا لن يحدث فنحن معشر الرجال اللى هنحكم العالم.

 

باقة الأزهار 

وإلى هنا انتهى حديث هند رستم مع العقاد.. وخرجت لتقول رأيها في هذه المقابلة في جملة واحدة: سأرسل باقة أزهار إلى العقاد وعليها نفس الكلمات، وهى نفس المعانى التي شعرت بها: لن أنسى في حياتى طعم هذه المقابلة. 

الجريدة الرسمية