خبيرة ترسيم حدود تحذر: صور الأقمار الصناعية تكشف تشققات بسد النهضة
أكدت المستشارة هايدي فاروق، مستشارة ترسيم الحدود وقضايا السيادة الدولية والثروات العابرة للحدود وعضو الجمعية الجغرافية المصرية، أن صور حديثة لسد النهضة بالأقمار الصناعية كشفت عن وجود أعمال ترميمات سابقة وتبطين لجدار الممر الأوسط للسد، المتحكم في المياه المنصرفة أثناء عملية الملء.
شروخ وتشققات سد النهضة
وفسرت ذلك بحدوث شروخ وتشققات وانزلاقات طينية في السابق، وأنه تم ترميم هذه الشقوق أكثر من مرة بسبب تعلية سور الممر الأوسط، ما يؤكد ضعف منطقة الممر الأوسط.
وكتبت المستشارة هايدي فاروق تدوينة على الفيس بوك "صور نهارية حديثة بأحد الاقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبي... ويلاحظ أعمال ترميمات سابقة وتبطين لجدار الممر الأوسط للسد... وحيث يعتبر الممر الأوسط المتحكم الوحيد أثناء عملية الملء في كميات المياه المنصرفة من السد والتي تمر عبر المخرجين المنخفضين".
الممر الأوسط لسد النهضة
وفسرت ذلك قائلة: "معناه حدوث شروخ وتشققات وانزلاقات طينية في السابق تماما كما أكد الدكتور أحمد الشناوي وقيامهم بترميمه اكثر من مرة لتعلية سور الممر الأوسط...مما يوثق لضعف منطقة الممر الأوسط وتاريخها المقلق"
وحذرت المستشارة هايدي فاروق بشدة من تصدع وقع في منطقة تسريب سد النهضة، وذلك بسبب الملء الثالث للسد، الذي تقوم به إثيوبيا حاليًا، مؤكدة أن أحدث صور أقمار صناعية لـ"جوجل"، أظهرت حدوث تصدع في المنطقة التي تلي التسريب المائي من سد النهضة، حيث حددت الأقمار الصناعية أن التسريب المائي اقترب جدًا من السد الركامي السرج، وهو السد التابع لسد النهضة والذي يُعد الأخطر.
تصدع وتسريب
وكانت المستشارة هايدي فاروق قد أكدت على التصدع من خلال تدوينة على الفيس بوك قالت فيها: "أوضحت آخر صور Google sat حدوث تصدع في الأرض تالي لمنطقة التسريب المائي على بعد ٣٩٧ مترا من أضعف نقطة في سد السرج الركامي.."
كما أكدت هايدي، في تدوينة سابقة، على اقتراب مياه تسريب سد النهضة من السد الركامي السرج وقالت: "منذ يومين نشرت على صفحتي اقتراب مياه التسريب صوب سد السرج مسافة ١.٢ كيلو متر واليوم أصبحت المسافة ٨٠٠ متر"
وكان عدد من خبراء إدارة المياه أكدوا على وجود تشققات في الواجهة الخرسانية لسد السرج، وهو السد المساعد أو المكمل لمشروع "سد النهضة" الإثيوبي.
واستند الخبراء في تأكيداتهم على وجود تشققات في السد إلي المقارنة بين صورتين للسد، بين عامي 2020 و2022، والذي أظهرته خرائط جوجل Google Maps، حيث أشار الخبراء إلى أن التشققات ظهرت في الواجهة الخرسانية للسد دون وصول المياه، إنما فقط تأثير الظروف الجوية، وبخاصة مع هطول الأمطار الغزيرة.
وحذر الخبراء من تشققات سد النهضة مؤكدين أن السد لا يعتبر سدًا مستقرًا لحجز 50 مليار متر مكعب في حالة التخزين، خاصة أن السعة التخزينية لسد النهضة في حدود 18.5 مليار متر مكعب فقط، بينما يرفع سد السرج السعة التخزينية للمشروع إلى 74 مليار متر مكعب (أي بزيادة 55.5 مليار متر مكعب تقريبا).