رئيس التحرير
عصام كامل

الضويني يدعو لإعداد «ميثاق إسلامي أزهري للأخلاقيات الطبية»

جانب من الحفل
جانب من الحفل

شهد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، اليوم السبت، حفل تخرج الدفعة 52 بكلية طب بنين الأزهر بالقاهرة، وذلك بالنيابة عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر.

 

وخلال كلمته، عبر وكيل الأزهر عن سعادته لوجوده بين أبنائه أطباء الأزهر، مؤكدًا أن مشاركة الأساتذة لأبنائهم الطلاب في حفل تخرجهم، تعد من أفضل اللحظات، لما يرونه على الشباب من بهجة الحياة، وأمل المستقبل، وسعادة الفوز بالنجاح، وثمرات الصبر والمثابرة على العلم والتحصيل والمدارسة، في مشهد مهيب يؤكد قدرة أبناء الأزهر على حمل أمانة الدين والدنيا.

 

وأوضح وكيل الأزهر أن التاريخ العريق لكلية الطب بجامعة الأزهر، ومستوى خريجيها يثبت أن الأزهر الشريف مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند الدعوة النظرية، ولم يقف بها عند معالجة الروح والعقل، بل نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والبدن معًا، مؤكدًا أن هذا الأمر ناتج من أن الأزهر الشريف يدرك أن الإنسان مركب من مادة وروح، وأن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالًا وحرامًا، فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بالأحوال صحة ومرضًا، فإذا انضم علم الأديان وعلم الأبدان في إنسان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر، وهؤلاء هم أبناؤه الأطباء الشيوخ، أو الشيوخ الأطباء الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يقدرون به على مساعدة المجتمع بكل أطيافه بلا تمييز أو تفريق.


ولفت وكيل الأزهر إلى حاجة المجتمع الملحة إلى نموذج الطبيب الأزهري الذي يجمع بين علوم الدين وعلوم البدن، مستشهدًا بالشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري»، الذي كان عالمًا بمذاهب أئمة الفقه الأربعة، حتى لقب بـ«المذاهبي»، وقد وصفه معاصروه بأنه كان عالمًا فذًّا، ومؤلفًا عظيمًا، ترقى في مناصبه بالأزهر إلى أن أصبح شيخًا للجامع الأزهر لمدة عشر سنوات، ليكون أول طبيب فقيه محقق يتولى المشيخة. 

 

القول الصريح في علم التشريح

ومن أبرز مؤلفاته في مجال الطب: «القول الصريح في علم التشريح»، ولم يكتفِ الشيخ الدمنهوري بدراسة الطب إلى جنب العلوم الشرعية واللغوية، وإنما كان الشيخ أحمد الدمنهوري واحدًا من علماء الأزهر الذين عرفوا بالثقافة الواسعة التي شملت الرياضيات والهندسة والفلك، بما يؤكد ريادة الأزهر الشريف في علم الطب عبر التاريخ.


وأكد وكيل الأزهر أن ممارسة الطب أمانة ومسؤولية، ولا ينبغي أن يتصدر طبيب له قبل أن يحكم أدواته، مشددًا على أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق التي عنيت بها الأديان والحضارات عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وعماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي.

وفي ختام كلمته دعا وكيل الأزهر القائمين على كليات طب الأزهر إلى تبني العمل على إعداد «ميثاق إسلامي أزهري للأخلاقيات الطبية» يكون نورًا هاديًا لأبناء الأزهر الأطباء الجدد، متقدمًا إليهم بالتهنئة، وداعيًا المولى عز وجل لهم بالتوفيق والسداد، وموصيهم بالخير، ومذكرهم بما يحملونه من علم ومن تاريخ عريق للأزهر الشريف.

الجريدة الرسمية