سر تجاهل القوى المدنية إعلان الإخوان عدم المنافسة على السلطة والحكم
مرَّ أكثر من أسبوع على إعلان إبراهيم منير القائم بأعمال جماعة الإخوان الإرهابية الابتعادَ تمام عن المنافسة على السلطة في مصر بأي شكل من الأشكال، ولم تستقبل القوى السياسية المدنية ـ داخل مصر ـ القرار بأي نوع من الترحيب أو التفاعل حتى بل تجاهلته تمامًا.
وتتفق الغالبية العظمى من التيارات السياسية على المدنية على ضرورة تجاهل التنظيمات الدينية، المصرية والعربية، ويؤكدون ضرورة إبعاد هذه التيارات عن المجال العام وعدم التعاون معها مرة آخرى فالتجارب المختلفة أكدت أن الإسلام السياسي بمختلف تياراته لا يملك القدرة على التطور، وقناعاته شبه متجمدة عند حدود دولة الخلافة والحل الإسلامي على طريقتهم، الذي يسعى لاستبعاد الجميع بعد الوصول لأهدافه بالسيطرة الكاملة على السلطة.
إنهاك المنطقة
يقول صالح سالم، الكاتب والمحلل السياسي: إن الشعوب العربية وقواها السياسية المختلفة سواء التي تتفق أو تختلف مع الأنظمة السياسية أغلقت صفحات كل إشكال الأيديولوجيات المتعلقة بالإسلام السياسي.
وأوضح "سالم" أن التيارات الدينية أَنهكت المنطقة العربية بشكل كامل خلال العقود الماضية، وكادت أن تقضي عليها وتعود بها لمئات السنين للخلف، وخاصة التي تريد إحياء منهج السلف وفق منظورهم للدين مردفا: الربيع العربي هو المرحلة الفاصلة التي يجب تنهي هذه الأيديولوجيات من خلال كشفها والتعامل معها بوضوح.
واختتم: العلاقة التي تحكمهم دائمًا بالمجتمعات الصراع على السلطة، موضحا أن بعضهم وصل إلى الحكم بسبب تعاطف الناس مع طول إقصائهم في السابق، ولكن مع فشلهم في السلطة، أصبح الجميع في حالة تأهب كبرى لعيش مرحلة ما بعد التيارات الدينية في المنطقة العربية.
الحكم غاية ووسيلة
وتحاول التيارات الدينية بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية تطبق رؤيتها للشريعة الإسلامية، وتلقى فكرة تطبيق الشريعة على هوى هذه التيارات في السياسة عدم قبول من التيارات المدنية التي بناء دول مواطنة، وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع لا تتدخل فيه الدولة.
نجاح مؤقت
كانت التيارات الدينية نجحت في الوصول للحكم ببعض الدول العربية مثل حركة حماس في فلسطين عام 2006 وحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر في 2012 وحركة النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب.
لكن هذه النجاحات تحولت سريعًا إلى انتكاسات تاريخية حيث سقطت الجماعة في مصر بثورة شعبية عام 2013، وعُزلت حركة النهضة في تونس، وكذلك المغرب وليبيا وكل البلدان التي شهدت توهج الإسلاميين خلال العقد الماضي.