رئيس التحرير
عصام كامل

رغم مبادرة إبراهيم منير.. لماذا اختفى جمهور الإخوان وامتنع عن التفاعل مع تنازلات المرشد؟

صنم الإخوان
صنم الإخوان

رغم خروج القائم العام بأعمال جماعة الإخوان الإرهابية بعرض جديد، مفاده عدم المنافسة على السلطة بأي شكل من الأشكال داخل المجتمع المصري، فإن الجماعة ومع ظهور بعض الأصوات القيادية للتأييد أو الرفض، السواد الأعظم منها وكأنه ذاب ولا الأمر يعنيه من قريب أو بعيد. 

 

وبحسب خبراء، تملك الإخوان قدرة مدهشة على الاختفاء والذوبان داخل المجتمع وقت الأزمات والمحن التي تتعرض لها، لا تسمع لها صوتًا وكأنها أصبحت من السراب حتى يحين الوقت المناسب، سواء بضعف الدولة أو زعزعة الحكم، لتكشف عن حضورها الحقيقي وتعمل سريعًا على تحقيق أهدافها. 

 

يعملون مثل الغاز الصامت

يقول أحمد الصراف، الكاتب والباحث أن تنظيم الإخوان، يسرب أفكاره مثل الغاز القاتل، أول أكسيد الكربون، وهو غاز يمكن أن يقتل بسرعة قياسية، ويسمى بالقاتل الصامت، لأنه عديم اللون والرائحة والطعم وغير مهيج، وإذا تم تجاهل العلامات المبكرة للتسمم به، فقد يفقد الشخص وعيه ويكون غير قادر على الهروب من الخطر.

 

وأضاف: ليس هناك وصف أكثر دقة من هذا، للتعبير عن حقيقة خطر الإخوان المسلمين على أي أسرة أو مجتمع أو دولة، فهم يعملون، كالغاز بصمت رهيب، ولا تجد لهم غالبًا رائحة أو طعمًا أو حركات تهييج، خاصة في المرحلة السابقة للتمكن، وتابع: عندما يتمكنون كالغاز القاتل، يصبح من الصعب جدًّا الهرب من خطرهم، كما أن لديهم القدرة على المحاولة عشرات المرات، إلى أن ينجحوا في السيطرة على المجتمع.

 

السيطرة على المجتمع 

وأوضح الباحث أن الإخوان يروجون أن هدفهم الدعوة للإصلاح ومحاربة المنكر، وهذا لا يمكن ـ في أدبياتهم السرية ـ أن يتم بغير الوصول للسلطة، وفرض برنامجهم للحكم، والذي لا يعرف أحد عنه شيئًا ولم يسمع به، وبالتالي هم يمثلون خواءً فكريًّا على كل صعيد، لكنهم يعتمدون غالبًا على ثلاثة أمور، جهل المجتمعات العربية والإسلامية، وعدم معرفة الغرب بهم، وجهل الشعوب العربية بأهدافهم.

 

منظمات الإخوان حول العالم 

وأشار إلى أن تجذر الإيمان السطحي في قلوب الغالبية يجعلها تجد خلاصها في وضع مصيرها بيد رجل الدين بعد أن خذلها السياسيون، مردفا: منظمات الإخوان في العالم منظمة جيدًا، فهم يبدأون نشاطهم الدعوي من الروضة ويستمرون حتى الجامعة، ومن ينتسب لهم يضمن غالبًا الوظيفة والزوجة أو الزوج، وحتى المركز السياسي، فالحكومات تستجيب لمطالبهم، وتتجنب الصدام معهم.

 

واختتم: يدعون تطابق مشروعهم مع شرع الله، إلا أن اختباره على الأرض، كشف عن خواء فكرهم منذ تأسيسهم وحتى اليوم، ولو كانوا في مجتمع آخر لانكشفوا مبكرًا، ولكن شعوبنا لا تقرأ، وإن قرأت وفهمت تخشى التطبيق، على حد قوله. 

الجريدة الرسمية