بعد 12 سنة من الهروب.. بدء محاكمة المصري المتهم بقتل ابنتيه في أمريكا
بدأت في الولايات المتحدة، الثلاثاء، محاكمة مواطن أميركي من أصول مصرية بتهمة قتل ابنتيه المراهقتين في العام 2008، وذلك بعد أن تمكن من البقاء متوار عن الأنظار لمدة 12 أعوام، وفقا لما ذكر موقع "nbcnews" الإخباري.
وياسر سعيد، المولود في مصر وكان متزوجا من أميركية، متهم بإطلاق النار على النار على ابنتيه، سارة البالغة من العمر 17 عامًا، وأمينة البالغة من العمر 18 عامًا، وذلك خلال تواجدهما معه في سيارة الأجرة التي يعمل عليه، فيما يشتبه بأنه "جريمة شرف".
واختفى سعيد بعد مقتل الفتاتين وقضى 12 عاما وهو موجود في قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي لأكثر الهاربين المطلوبين، إلى أن جرى العثور عليه مختبئًا في مدينة جاستن بولاية تكساس حيث كان يأويه شقيقه ياسين البالغ من العمر 45 عاما، وبعلم ابنه إسلام الذي كان في وقت الحادثة يبلغ من العمر 19 عامًا.
وقالت المدعي العام، لورين بلاك، خلال الجلسة الافتتاحية لمحاكمة ياسر الذي يبلغ حاليا من العمر، 65 عاما، إن الفتاتين كانتا قبل هربتا مع والدتهما، باتريشيا أوينز، قبل نحو أسبوع من واقعة القتل، حيث كانتا تقيمان في ضاحية لويسفيل بمدينة دالاس، ليتوجها إلى أوكلاهوما بغية الابتعاد عن والدهما الذي يعتقد أنه كان يريد التخلص على الشقيقتين بعد أن علم أن إحداهما على علاقة بشاب غير مسلم.
وأوضحت بلاك أن الفتاتين كانتا "خائفتين جدا على حياتهما بعد ما أشهر والدهما المسدس ووضعه برأس أمينة"، مضيفة أنها قررتا بعد ذلك الفرار من المنزل والذهاب مع والدتهما إلى مكان أكثر أمنا.
ولكن سعيد، تمكن بعد ذلك من إقناع المراهقتين بالرجوع إلى المنزل بعد أن أعطاهما وعودا حاسمة بعدم التعرض لهما وأنه قد تغير، بيد أنه، وبحسب الإدعاء، أقدم على جريمته في نفس مساء يوم عودتهما.
وفي رسالة مكتوبة إلى القاضية التي تشرف على القضية، أكد سعيد أنه كان غير راض عن "مواعدة ابنتيه للشباب"، لكنه نفى قتلهما.
وقال محامي الدفا، جوزيف باتون، خلال الجلسة الافتتاحية إن الأدلة لن غير كافية لإدانة موكله، مشيرا إلى أن الشرطة كانت "متسرعة جدا" في توجيه التهم إليه"، وأن "المشاعر المعادية للمسلمين لعبت دورا في ذلك".
وفي تبريره لاتصال سارة برقم الطوارئ 911 باستخدام هاتف محمول لتقول إن والدها أطلق النار عليها وأنها تحتضر، أوضح محامي الدفاع أنه "في لحظات من الصدمة الشديدة يمكن للناس أن يعانون من الهلوسة".
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى معلمة التاريخ في الثانوية، وقبل أيام قليلة من موتها، وقرأها الإدعاء العام خلال الجلسة، قالت أمينة لمدرستها إنها لا تريد أن تعيش في أجواء تقاليد وعادات والدها، وأنها لا ترغب في الارتباط بـ"رجل من الشرق الأوسط"، مضيفة " أعلم أنه (والدي) سوف يبحث حتى يجدنا ويقتلنا".
ومن الأدلة التي اعتمدها الإدعاء العام في إثبات تهمة القتل على الأب، اتصال الشرطة بمالك سيارة الأجرة التي كان يعمل عليها والتي حدثت فيها الجريمة، إذ أكد صاحب السيارة أن المتهم كان يقود السيارة على مدار الأيام العشرة التي سبقت وقوع الجريمة.
وأوضحت بلاك أن الشقيقتين، كانتا تحلمان بأن تصبحا طبيتين، وأن ياسر كان "غاضبًا" لأنها أصبحتا أكثر تعليمًا واستقلالًا بما "يقوض من سيطرته عليهما".
وكانت والدة الفتاتين زوجة سعيد السابقة، باتريشيا أوينز قد قالت في تصريحات سابقة لصحيفة "دالاس مورنينغ نيوز " بعد القبض على المتهم، أنها تعتقد أن ابنتيها قد قتلتا جراء "جريمة شرف" ولكنها لا تستطيع أن تحدد الدافع الحقيقي وراء مقتلهما.
وقالت أوينز: "كانتا محبوبتين وذكيتين وتساعدان أي شخص شخص محتاج.. كانتا من أكثر الأطفال روعة في العالم، ولم تستحقا ما حدث لهما".