رئيس التحرير
عصام كامل

إحراج ووداع حزين.. قصة شروق أشهر ضحايا حوادث عمالة الأطفال

شروق
شروق

ضيق ذات اليد وإحراج ودموع أم، جميعها كانت الدوافع من أجل البحث عن عمل لتتمكن ابنة الثانية عشر من عمرها من استكمال دراستها كبقية أقرانها من الفتيات، مقررة تخطى كافة العقبات من أجل الوصول لهدفها.

شروق ياسر ابنة محافظة المنوفية، ربما هى الاسم الأشهر بين ضحايا حوادث عمالة الأطفال، بعد أن لقيت مصرعها رفقة 7 آخرين كانوا جميعهم يعملون فى مزرعة لجمع البيض، وسقطت بهم السيارة التي كانت تقلهم فى نهر النيل أثناء ركوبها على متن معدية.

تمكنت فرق الإنقاذ النهرى من نتشال الـ 7 أطفال الغرقى لكنهم عجزوا عن إيجاد جثة شروق واستمروا فى البحث أيامًا كثيرة دون كلل أو ملل لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.

ثمان ليال كاملة والنهر يحتضن جثتها رافضًا تركها تطفو على سطحه، لكنه استجاب أخيرًا لنداء والدتها التى لطالما مكثت على ضفته تبكى وتتألم وتنادى على نجلتها املة فى خروجها ليتحقق مرادها.

فى السابع عشر من يناير الماضى وفى أكثر ليالي الشتاء برودة منذ بدايته حمل نهر النيل جثمان شروق النحيف على سطحه معيدًا إياها لوالدتها لتراها للمرة الأخيرة.

وعقب الإنتهاء من دفن جثمان شروق فجرت والدتها مفاجأة عن سبب عملها وقالت أن إحدى المدرسات كانت تحرج نجلتها أمام زميلاتها قائلة "فين فلوس الدرس.. كل زمايلك دفعوا"، لتعود شروق باكية لوالدتها تطلب منها البحث عن حل.

والدة شروق طلبت منها عدم الذهاب للدرس ريثما يتحسن الوضع المادي للأسرة لكن شروق رفضت ذلك الإقتراح وقررت العمل لإستكمال دراستها ودفع متأخرات دروسها حتى لا تتعرض للإحراج مرة اخرى.

وجدت شروق العمل فى مزرعة دواجن بقرية القطا التابعة لدائرة المناشى فى محافظة الجيزة، رفقة بعض أطفال قريتها الذين يعملون بذات المزرعة، ليتحصلوا على بعض الجنيهات لمساعدة أسرهم، قبل أن يلقوا مصرعهم فى حادث مفجع بعد أن غرقت سيارة سقطت من أعلى معدية تربط بين محافظتي الجيزة والمنوفية.

الجريدة الرسمية