الغباء الأمريكي والفرصة الصينية!
140 كيلو مترا فقط تفصل الصين عن تايوان بما يؤهلها لتكون مسرح عمليات مثاليا.. لكن وبالرغم من الحق القانوني والأخلاقي والتاريخي بطبيعة الحال لعودة تايوان إلى الوطن الأم ورغم أن الوقت نظريا هو الأنسب لإنشغال العالم بالحرب في أوكرانيا وتداعياتها من أزمات كبرى في الطاقة وفي الحبوب وبالتالي ليس من السهل الدخول مع الصين في مواجهات تفاقم الأوضاع الحالية في العالم.. نقول: ومع ذلك ليس من السهل القيام بأعمال عسكرية عنيفة..
صحيح الصين تستعد لذلك منذ فترة طويلة والتحديات قادمة حتميا -بروز القوة العسكرية- في حجم التقدم العسكري في الجيش الصيني كبير جدا ليس أخره -وإنما أبرزه- حاملة الطائرات الثالثة تايبي 003 وهي الأكبر خارج الولايات المتحدة والأحدث تكنولوجيا متميزة لآلية الإقلاع والهبوط كهرومغناطيسيا.. ومع ذلك تبدو إجراءات عديدة يمكنها إبقاء درجة حرارة المطالب والحقوق الصينية مرتفعة دون مواجهات عسكرية..
غباء أمريكي
أولها -كما تفعل الصين الآن- المناورات في المياه المشتركة مثلا مع مواقف دبلوماسية حازمة وحاسمة ضد الدول التي تعترف بتايوان أو تجري معها صفقات تجارية والوصول إلى حد تفتيش السفن وفرض سيطرة أو شبه سيطرة جوية وتأجيل التدخل العسكري لمرحلة تالية يكون فيها الصدام مع الصين عسكريا من أي طرف.. مستحيلا!
الغباء الأمريكي بلغ حدا غير مسبوق.. بوتين أعلن قبل يومين تغيير العقيدة البحرية بما يسمح لها بالتواجد في أعالي البحار والمياه الدولية بعدة مناطق مهمة كانت حكرا على الولايات المتحدة! وبما يستلزم توفير الإمكانيات لذلك وأولها حاملات الطائرات وبالتالي يعود سباق التسلح رغم الفارق الكبير جدا في مخصصات الدفاع في البلدين.. كما أن إستفزاز الصين كما جرى أمس يقربها أكثر ،وأكثر من روسيا بل ربما دعمتها علنا الفترة المقبلة سعيا لأقرار مبدأ الحقوق التاريخية والتدخل بالقوة لحمايتها!
السياسة الأمريكية فيما يبدو تقاوم الزمن في وقت تجاوز فيه الزمن أشياء كثيرة.. في مقدمتها الانفراد الأمريكي بالعالم باعتبارها قوى واحدة وحيدة.. ويبدو أن الأمريكيين سيحتاجون مزيدا من الوقت لاستيعاب ذلك وتصديقه!