رئيس التحرير
عصام كامل

"نيويورك تايمز": انهيار نظام الأسد مرهون بخسارته دعم حزب الله


دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضغط على حزب الله اللبناني من خلال إيران - حليفه الأكبر في المنطقة- كي يوقف دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.. معتبرة أن انهيار هذا النظام المستبد مرهون بخسارته الدعم الحيوي الذي يقدمه له حزب الله.


ورأت الصحيفة- في مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الجمعة - أن حالة الغضب المتنامية في لبنان حيال تورط حزب الله عسكريا في الصراع السوري يقدم فرصة ذهبية لواشنطن يجب أن تقتنصها لإدراك أهدافها، حتى وإن تطلبها ذلك الدخول في مفاوضات مباشرة مع القيادة الإيرانية كي تعمل الأخيرة على كبح جماح حليفها اللبناني.

وأوضحت الصحيفة أن أزمة سوريا وضعت، بلا شك، سياسات أوباما الخارجية في اختبار يعد الأصعب حتى الآن، قائلة: " فالتدخل العسكري المباشر في سوريا من شأنه أن يغرق واشنطن في بحر من الحروب الشرق أوسطية اللامتناهية، كذلك الوقوف دون تحريك ساكنا يعني فشل واشنطن في الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والأخلاقية، فضلا عن الإضرار بمصالحها الإستراتيجية في المنطقة".

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن خسارة نظام الأسد العتيد للدعم الهائل الذي يتلقاه من حزب الله في لبنان سيجبره على تقديم تنازلات في وقت قصير، مؤكدة إنه لولا دعم ومساندة الآلاف من مقاتلي حزب الله لما تمكنت قوات الأسد من استعادة سيطرتها على مدينة القصير الإستراتيجية أو حتى إحكام سيطرتها حتى الآن على العاصمة دمشق ومدن حيوية أخرى.

وأضافت "حتى وإن كان حزب الله يرى في سوريا همزة وصل بينه وبين إيران وقناة رئيسية للوصول الأسلحة الإيرانية إليه، لكنه لم يتضح بعد إذا ما يعتبر قادته فعلا الحرب في سوريا حربا ضرورية لا غنى عنها؛ إذ يبدو أن دعم حسن نصر الله-أمين حزب الله- لنظام الأسد نوعا من أنواع الرهانات الطائشة أكثر منه قرارا حاسما ناتج عن تفكير طويل".

وعددت الصحيفة بعض العوامل التي قد تجعل حزب الله يعدل عن موقفه الداعم لنظام الأسد في مقدمتها؛ افتقاره للبنية الأساسية التي تتمتع بها جيوش الدول العظمى، حتى وإن كان واحد من أقوى الحركات المسلحة في العالم، فضلا عن كونه عرضة للانهاك واستنفاذ طاقته باستمرار تورطه في حرب سوريا، كذلك يبقى هاجس إسرائيل واحتمالات التعرض لعدوان إسرائيلي وشيك.

وأضافت "ذلك بجانب أن دعم حزب الله لنظام الأسد أصبح يثير حالة من الاستياء المتزايد بين أطياف الشعب اللبناني الذي يتخوف من أن بلاده قد تصبح فريسة لصراع سوريا الدامي نظرا لتكرار الاشتباكات بين أنصار الثوار وأنصار الأسد داخل لبنان والهجوم الذي شنه ثوار سوريا الشهر الماضي على أهداف لحزب الله لأول مرة على الأراضي اللبنانية.

وخلصت الصحيفة-في ختام مقالتها الافتتاحية- إلى أن الطريق إلى عقل وقلب حزب الله سيكون من خلال التفاوض مع إيران بوصفها الراعي الأكبر له، لذا يتعين على إدارة الرئيس أوباما الدخول في مفاوضات مع إيران وجعلها شريك أصيل في أي اتفاق سلام يتم حول سوريا
الجريدة الرسمية